أخبار جهويةسياسيةغير مصنفوطنية

كلمة تأبين في حق أمل سامي آخر قلاع الصحافة المناضلة في جهة بني ملال بعد أن ودعنا في صمت إلى دار البقاء

بقلم : سعيد فالق

أمل سامي اختارني عضو تحرير في جريدته الوطنية ” الأمل”

وأخيرا، سقطت آخر قلاع الصحافة المحلية المناضلة التي كانت تخلق الرعب في نفوس الجاثمين على صدور الضعاف أولئك الذين يمتصون جهد السواعد المقهورة بتواطؤ مع جوقة المداحين الذين يتفنون في تدبيج قصائد مطولة لتمجيد بطولات لم تقع،  ويعددون منجزات لا توجد إلا في مخيلة من قتل ضميره وتجند لقتل ما تبقى من الأمل في هذه الجهة الحزينة.

بعد مرض عضال، غادرنا إلى دار البقاء مساء أمس،السبت الماضي،  الصحافي المغربي أمل سامي بعد إصابته بأزمة قلبية، وعانى فترة طويلة من مرض ضيق التنفس، لأنه كما أسر لي في مناسبات عديدة ، ضجر من الوضع المخزي الذي تعيشه الصحافة اليوم بعد أن استبيح جسدها من قبل مداحين لا يقيمون للنضال الحقيقي وزنا.

ولد أمل سامي سنة 1954  بمنطقة القصيبة بالقرب من مدينة بني ملال، اشتغل أستاذا للغة الفرنسية، و سبق له أن توج بجائزة الأطلس الكبير بروايته Cèdres et baleines de l’Atlas.

اشتغل أمل سامي بالصحافة ككاتب عمود، وكمتتبع للوضع السياسي في منطقة المغرب العربي، كما كان الراحل معروفا بانخراطه في القضايا السياسية والاجتماعية، خاصة بمسقط رأسه، دافع عن البيئة وخاض نضالات ضد الفاسدين والمفسدين في المدينة، وأسس جمعية ASIDD المهتمة بالجانب البيئي، وهي نفس الجمعية التي كافحت كثيرا من اجل تشجيع التمدرس في العالم القروي، إذ عمل على إنشاء مدرسة في الجبل، وكنت دليله بحكم مهمتي في الاكاديمية  لاحتضان أبناء المستضعفين الذين كانوا لا يلجون التعليم إلا لماما لبعد المدارس عنهم.

أسس سامي جريدة الأمل الناطقة بالعربية والفرنسية وكانت توزع وطنيا، واختارني ضمن طاقم تحريرها، إذ كان مواضيعها تلامس قضايا المواطنين والعمال وتصطف بجانبهم بعيدا عن التزلف وقتل الضمائر، وتقف بالمرصاد ضد كل من يستغلهم.

لم يتوان بعض منافسيه في بني ملال في خلق مشاكل أمامه ، إسوة بالمناضلين الشرفاء في هذه المدينة الذين جرجروا في المحاكم، ووقف سدا منيعا في مواجهة الواليين  السابقين محمد حنان ومحمد فنيد غير المأسوف عليهما ، ورفض بدعم من سكان الجبل فكرة إنشاء محمية للأيول بجبال تاصميت، وحال بنضاله المستميت دون حرمان سكان المناطق الجيلية من مراعيهم، في غياب مساندة ممن كانوا يعتبرون أنفسهم يمارسون مهنة الصحافة، لأنهم ببساطة كانوا يدبجون مقالاتهم في مدح وجهاء المدينة لنيل رضاهم.

عرف عن الفقيد، أنه ساهم في تشجيع انخراط الشباب في المجال الثقافي و كان من بين أبرز المشجعين لتظاهرة البوليفار، كما كان مشاركا دائماً في التظاهرات والوقفات التي تندد بالظلم الاجتماعي.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تنبيه: bilaad Alrafidain

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى