غير مصنف

التساقطات الثلجية تنكئ جراح ساكني المناطق الجبلية

 

تجددت معاناة قاطني المناطق الجبلية بأزيلال وبني ملال جراء التساقطات الثلجية الأخيرة التي غطت سطوح المنازل الطينية الواطئة، وأغلقت بعض المسالك الطرقية الضيقة التي تربط بين القرى النائية والمحاور الطرقية الرئيسية، وحالت دون تنقل الساكنة داخل القرية الواحدة أو المدينة بعد أن تجاوز سمك الثلوج نصف متر ما زاد من محنة الراغبين في التنقل إلى مناطق مجاورة لقضاء أغراضهم واحتياجاتهم اليومية.

وظلت الثلوج تتساقط على مناطق أزيلال وتاكلفت وزاوية أحنصال وآيت تمليل ومناطق جبلية نائية منذ ليلة الأحد الماضي،  فضلا عن مناطق بإقليم ببني ملال القصيبة وأغبالة وبوتفردة وتاكلفت ما أدى إلى توقف حركة السير في بعض المناطق لتتجدد معاناة ساكني هذه المناطق رغم إقدام وزارة التجهيز على استخدام جرافات الثلوج التي ظلت تخلي الطرقات من كميات الثلوج المتراكمة التي تسببت في توقف حركة السير والجولان وفتح المسالك الطرقية وفك العزلة عن المداشر النائية التي أطلق سكانها نداءات من أجل تحسين أوضاعهم المجالية وسن سياسة تنموية حقيقية تدمج المناطق المتضررة من الثلوج ضمن المشاريع الكبرى المهيكلة التي تعيد كرامة المواطنين بدل انتظار معونات محدودة تخرجهم مؤقتا من حالة العسر التي تنتابهم في موسم الثلوج.

ورغم الفرح البادي على وجوه بعض سكان مناطق الجبلية (أزيلال، القصيبة) التي لم تشكل الثلوج أي عائق أمام تحركاتهم داخل مدنهم، فإن مناطق جبلية نائية ذات مسالك وعرة جدد سكانهم نداءاتهم إلى كافة المسؤولين ودعوهم إلى وضع مقاربة تنموية شمولية تستحضر معاناتهم في كل الفصول، بدل تنفيذ برامج محدودة لا تفي بحاجياتهم اليومية، واستثمار أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إنجاز مشاريع مهيكلة تعيد لسكان الجبل كرامتهم وتبعد عنهم شبح الخوف لأنهم يقضون أياما عصيبة بسبب حرمانهم من التزود بحاجياتهم اليومية، وولوج المرافق الصحية البعيدة عنهم ما يتطلب منهم نقل مرضاهم على النعوش في رحلة سيزيفية، علما أن مبادرات الجهات المسؤولة المتمثلة في وضع مروحية رهن إشارتهم لا تلبي حاجياتهم المتعددة لأن سمك الثلوج وسوء أحوال الطقس يحولان أحيانا دون تنقلها إلى المناطق المهمشة.

وتبقى الحملات التضامنية التي ينظمها المسؤولون الإقليميون والجهويون فضلا عن جمعيات المجتمع المدني إحدى الروافد التي تخفف معاناة السكان المتضررين لكن التساقطات الثلجية تعزل المناطق المتضررة عن العالم الخارجي، وتحول دون استمرار المساعدات لصعوبة الولوج إليها.

 

ونظرا لصعوبة العيش في المناطق الجبلية بعد التساقطات الثلجية، كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته لوزارتي الداخلية والصحة وكذا القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن من أجل التعبئة لمواجهة آثار موجة البرد والصقيع الناتجة عن انخفاض درجات الحرارة بالعديد من المناطق بالمملكة سيما بالأطلسين الكبير والمتوسط مع تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين للحد من آثار موجة البرد والتساقطات الثلجية خصوصا في المناطق الجبلية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى