تنفيذ جريمة قتل أمام أعين رواد مقهى ببني ملال

أقدم شخص في عقده الثالث، أمس الإثنين، على ذبح مشغله في العقد الخامس من الوريد إلى الوريد باستعمال سكين حادة بعد أن باغته بضربة مفاجئة أفقدته توازنه، لينفذ جريمته البشعة أمام ذهول رواد المقهى الذي أفزغهم منظر الضحية يتخبط في دمائه.

ويتعلق الأمر بمتهم كان يشتغل عاملا مياوما، استعان به الضحية الذي كان يملك ورشة بناء بمعية ابنه الذي حضر إلى مسرح الجريمة بعد آذان صلاة المغرب، مستغلا انصراف المصلين إلى المسجد لأداء صلاتهم، وانفرد بالضحية الذي استدرجه من مقهى يوجد بشارع محمد السادس، كان مفضلا لديه ويحتسي فيه قهوته اليومية، واستل سكينا كان يتحوزه وذبحه أمام ذهول العديد من المواطنين الذين عاينوا المشهد الدموي دون أن يتمكنوا من تقديم يد المساعدة إلى الضحية الذي أفلت من قبضة الجاني الذي اختفى عن الأنظار بعد ارتكابه الجريمة.

وأفادت مصادر مطلعة، أن الضحية الذي تلقى طعنة غائرة  في العنق في مكان لا يبعد عن المقهى الذي كان يحتسي فيه قهوته إلا ببضعة أمتار، استنجد بزملائه الذين ظلوا ينتظرون عودته، وسقط مدرجا في دمائه يصارع الموت رغم تدخلات بعض المواطنين للحيلولة دون تسرب كميات الدم من وريد عنقه الذي انقطع بالكامل، وأسلم الروح إلى باريها أمام دهشة رواد الذي استنكروا ما حدث.

وفور علمهم بالجريمة، حضرت عناصر أمنية إلى مسرح الجريمة مستعينة بعناصر الشرطة العلمية للقيام بالتحريات اللازمة وجمع المعطيات التي تفيد في تفسير الجريمة قبل أن يتم إيداع الضحية في مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال.

وأضافت مصادر متطابقة، أن مرتكب الجريمة الذي عمد إلى قتل الضحية بسبب خلاف حول مبلغ مالي بسيط، فر إلى وجهة مجهولة بعد أن انتابته هستيريا مفاجئة تاركا الضحية غارقا في دمائه، لكن لم يدم فراره إلا لحظات قليلة بعد أن تدخلت فرق أمنية تابعة لولاية الأمن ببني ملال، وحاصرته في مكان غير بعيد عن مسرح الجريمة بعد مباغتته في طريقه إلى المحطة الطرقية للهروب إلى مكان آمن، إذ تم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية والاستماع إلى أقواله في محضر قانوني قبل عرضه على أنظار وكيل العام للملك لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وعاشت أسرة الضحية الذي خرج كعادته إلى المقهى لاحتساء قهوته المسائية، ظروفا عصيبة بعد رحيل معيلها إلى دار البقاء إلى غير رجعة، وزعزع موته المفاجئ نفسيه أبنائه الصغار  الذين كانوا ينتظرون عودة والدهم الذي لم يمهله الموت فرصة وداعهم الأخير.