سياسيةوطنية

خطاب العرش يضع قدرة وجدية الأحزاب تحت مجهر المساءلة

العين الاخبارية/عن هسبريس

وضع الخطاب الملكي، على غرار العديد من الخطابات السابقة، مسألة قدرة وجدية الأحزاب السياسية تحت مجهر المساءلة، وطالبها بضرورة العمل على “استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم”، مشددا على أن “قضايا المواطن لا تقبل التأجيل ولا الانتظار، لأنها لا ترتبط بفترة دون غيرها. والهيئات السياسية الجادة، هي التي تقف إلى جانب المواطنين، في السراء والضراء”.

وأضاف الخطاب الملكي، الذي ألقاه الملك محمد السادس، مساء الأحد، من مدينة الحسيمة بمناسبة الذكرى الـ19 لاعتلائه سدة الحكم، أن “المنتظر من مختلف الهيئات السياسية والحزبية، هو التجاوب المستمر مع مطالب المواطنين، والتفاعل مع الأحداث والتطورات، التي يعرفها المجتمع فور وقوعها، بل واستباقها، بدل تركها تتفاقم، وكأنها غير معنية بما يحدث”.

وأضاف العاهل المغربي “أن تحقيق المنجزات، وتصحيح الاختلالات، ومعالجة أي مشكل اقتصادي أو اجتماعي، يقتضي العمل الجماعي، والتخطيط والتنسيق بين مختلف المؤسسات والفاعلين، وخاصة بين أعضاء الحكومة، والأحزاب المكونة لها”.

وفي هذا السياق، أوضح محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن “الملك ينتقدُ الأحزاب السياسية، باعتبارها القناة الرئيسية لتدبير الشأن العام، على المستوى الوطني والجهوي والمحلي”، مذكرا بأن “أعلى سلطة بالبلاد ظلت توجه رسائل قوية إلى الأحزاب منذ خطاب 1999، وتطالبها بإعادة بناء ذاتها وفق منظور عصري يُراعي التغيرات الحاصلة في المغرب”.

وأوضح زين الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المواطن المغربي أصبح أكثر إلحاحا ودفاعا عن مطالبه، أمام أحزاب سياسية متجاوزة وغير مستوعبة للتغيرات الحاصلة، فالمنطق الجديد لدى المواطن يعتمد فيه العرض والطلب السياسي على مبدأ نفعي، وهو ما لم تتمكن الأحزاب من مسايرته، رغم مجهودات الدولة في تغيير قانون الأحزاب وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها”.

وأكد المحلل السياسي ذاته أن “النخب الحزبية مُتجاوزة تاريخيا وسياسيا وفكريا، مقابل تقدم كبير لدى الشباب المغربي، الذي تَفْرِضُ مسألة إدماجه في الحقل الحزبي اقتلاعا لجذور الأحزاب الحالية وإرساء لأسس الديمقراطية الداخلية داخلها، حيث إن أغلبها يشكو من سيادة منطق الزعامة والولاءات والشيخ والمريد والزبونية، فضلا عن التماثل الإيديولوجي، وهو ما يجعلها في واد ومطالب الناس في واد آخر”.

وأضاف أن “الأحزاب تشكو من مشكل بنيوي يتجاوز الهيكلة القانونية، إذ فقدت قدراتها التأطيرية السياسية، وهو ما يفسرُ الدعوة المستمرة إلى الاستعانة بقيادات جديدة وشابة مستوعبة بشكل جيد طبيعة التحديات التي يتعرض لها المغرب، خصوصا أن المملكة تتوفر على كوادر وقامات علمية كبيرة، لكنها غير منخرطة في المنظومة الحزبية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تنبيه: find out here now

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى