حوادث

عرس يتحول إلى مأتم في قصبة تادلة بعد العثور على ضحية فارق الحياة متأثر بجراحه

أوقفت سرية الدرك الملكي التابعة لفرياطة، منتصف الأسبوع الماضي، تسعة مشتبه فيهم  لاتهامهم بقتل الضحية الذي عثر عليه جثة هامدة ليلة الثلاثاء الماضي إثر تعرضه للضرب بالعصا في رأسه وأصابته في مقتل.
وتمكن مشارك عاشر في الجريمة من الهروب من مسرح الجريمة بعد أن علم أن عناصر الدرك في أثره، في حين مازال البحث جاريا عن آخر بعد أن أكد الموقوفون أنه قضى معهم ليلتهم المشؤومة التي انتهت بجريمة قتل.
وبعد وضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية بعد إيقافهم في اليوم الموالي من وقوع الجريمة بتنسيق مع النيابة المختصة، تم الاستماع إليهم في محاضر رسمية، وأكدوا فيها أن المواجهة الحاسمة التي تسببت في قتل الضحية كانت بين المتهم الرئيسي (ح) 21 سنة من ذوي السوابق القضائية (قضى أربعة أشهر سجنا نافذا بتهمة التغرير بقاصر و سنة حبسا نافذا بتهمة السرقة) وبين الضحية الذي تلقى ضربات قاتلة باستعمال الجاني عصا عجلت بموته، وفر بعدها إلى منزله تاركا الضحية يصارع الموت.
ويرتقب أن يحال جميع الموقوفين على أنظار وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال بعد انتهاء إجراءات التحقيق بتهمة الضرب والجرح المفضين إلى الموت دون نية إحداثه بالنسبة للمتهم الرئيسي، والمشاركة وعدم تقديم مساعدة للضحية بالنسبة للموقوفين الآخرين.
وأفادت مصادر مطلعة، أن تفاصيل الجريمة التي وقعت الثلاثاء الماضي، كانت بسبب المواجهة الدموية التي حدثت بين شبان يتحرون من دوار الشعراني التابع لجماعة كطاية قيادة الكامون دائرة قصبة تادلة ومجموعة من الشبان المتحدرين من دوار آيت أودي بتاكزيرت الذين كانوا يستمتعون بليلة راقصة في أحد الأعراس التي تستهوي عادة شباب المناطق القروية الذين يقطعون مسافات طويلة ليلا غير عابئين بالمخاطر التي تحذق بهم للوصول إلى الحفل وقضاء ليلة مع الأقران في شرب الخمر والاستمتاع بموسيقى الفرقة الغنائية التي تبدد عنهم مشاكل العمل وقساوة ظروف عيش بادية.
وأضافت مصادر متطابقة، أن أجواء العرس كانت تمر في ظروف عادية، لكن فجأة لحظات المتعة إلى مواجهة دموية بعد أن قارع المتخاصمون كؤوس الخمر وعبوا كميات مهمة من ماء الحياة الرخيصة التي حررتهم من كل القيود، وانخرطوا في صراع دموي متسلحين بالكؤوس والقنينات التي كانت تتطاير من كل الجوانب.
وعزا بعض الحاضرين نشوب المواجهة الدموية بين مجموعتي الشبان المتناحرة إلى تلاسن بسيط بين أفراد المجموعتين اللتين استنفرتا عناصرهما لرد الدين وإثبات قوة وصلابة المنافحين عن الدوار الذين يتحولون إلى  أبطال صباح يوم الغد إن هم أفحموا منافسيهم وأشبعوهم ضربا لأنهم مرغوا شرف القبيلة.
ولم تكتف المجموعتان المتناحرتان بتبادل الضرب ، بل انتقلت المواجهة بينهما إلى تراشق بالحجارة واستعمال كل الوسائل لإلحاق الضرر بالخصوم، وبلغ الصراع الدموي حد المواجهة الشخصية بين المتخاصمين الذين أصبحوا وجها لوجه ما سمح للمتهم الرئيسي بتوجيه ضربات قاتلة إلى الضحية الذي أصيب في رأسه بجرح غائر، وخر بعدها صريعا مدرجا في دمائه، ولاذ الجميع بالفرار غير عابئين بخطورة الفعل الجرمي الذي أقدم عليه الفاعل.
وفي صبيحة اليوم الموالي، خرج أحد الأطفال يلهو بعيدا عن أقرانه، وعثر على الضحية فاقدا الوعي وأمام هول ما المصيبة، أخبر أحد المارة الذي ربط الاتصال برجال الدرك الملكي لفرياطة، إذ أمروا بعد وصولهم بنقل الضحية إلى قسم المستعجلات ببني ملال لإنقاذ جياته، لكن فارق الحياة متأثرا بجراحه بعد مكوثه يوما واحد بقسم الإنعاش.
وتوجهت أسرة الضحية إلى مستودع الأموات ببني ملال بعد إبلاغها بالخبر، وتعرفت على ابنها من خلال ملامح وجهه، وشرعت بعدها فرقة الدرك الملكي في إجراء تحرياتها المكثفة باستهداف محيط أصدقاء الضحية الذين قضوا معه الليلة،  وفي ظرف وجيز تمكن المحققون من فك لغز الجريمة وإيقاف تسعة من المشتبه فيهم الذين عاشوا فصول الأحداث الدموية التي انتهت بجريمة قتل مجانية.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تنبيه: Study in Africa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى