إدانة متهم بالاغتصاب بالسجن النافذ ببني ملال الحكم يثير غضب المجتمع المدني وجمعيات حقوقية
أدانت محكمة الاستئناف ببني ملال متهما بالسرقة واغتصاب امرأة متزوجة، الخميس الماضي، ست سنوات سجنا نافذا بعد إيقافه 24 ساعة من ارتكابه الجريمة التي اهتز لها سكان مدينة دمنات.
وأثار الحكم الصادر في حق المتهم، استياء الجمعيات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني الذين طالبوا بإنزال أقصى العقوبات في حق الجاني الذي دمر أسرة بكاملها بإقدامه على اغتصاب امرأة متزوجة داخل مسكنها مدنسا حرمتها غير عابئ بتوسلاتها، منتظرين تدارك المحكمة الأمر في المرحلة الاستئنافية لإعادة الأمور إلى نصابها.
وكانت فرقة أمنية تابعة لمفوضية الأمن بمدينة دمنات، أوقفت الجاني لاتهامه بالسرقة والتهديد بالسلاح الأبيض والاغتصاب، بعد تحريات مكثفة شاركت فيها عناصر شرطة مسرح الجريمة بأزيلال، بتنسيق مع رئيس المفوضية الذي وضع سيناريوهات متعددة للإيقاع بالجاني الذي ظل يمارس أنشطته العادية بالمدينة لأبعاد الشبهات عنه في انتظار تنفيذ جريمة أخرى.
ويتعلق الأمر بمتهم يبلغ 22 سنة، من ذوي السوابق العدلية، غادر أسوار السجن حديثا، لكنه عاد ليمارس أنشطته الإجرامية، بعد أن عاود الاتصال بمجموعة من أصدقائه الذين يتقاسمون معه الاهتمامات، ما سمح له بتنفيذ عمليات سرقة عرفتها مدينة دمنات في الأشهر الماضية دون أن يتم التعرف على الجناة.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المتهم الذي تم إيقافه بعد عملية ترصد طويلة لجأت من خلالها فرقة أمنية متخصصة إلى تقنيات عدة باعتمادها على الحراسة والتنكر في هيئات متعددة ، نفذ عملية سرقة مقرونة باغتصاب امرأة متزوجة، بعد أن استغل سطحا مجاورا، واقتحم منزل الضحية التي فوجئت بوجوده داخل بيتها، بعد أن تأكد من غياب زوجها، وهددها بالقتل مستعينا بسلاح أبيض إن لم تنفذ طلبالته، ما اضطرها تحت التهديد للاستسلام لنزواته.
وبعد أن أشبع رغباته الجنسية رغم استعطاف الضحية التي أكدت للجاني أنها متزوجة، استمر الجاني في ممارسة الجنس عليها غير مبال بتوسلاتها معبرا عن وحشية لا مثيل لها، إلى أن قضى وطره، إذ استولى على بعض المسروقات وتسلل خارج البيت دون أن يشعر بأدنى إحساس بالذنب الذي اقترفه في حق امرأة متزوجة.
استنفرت مفوضية الأمن عناصرها بعد أن علمت بوقوع الجريمة داخل ترابها، ووضعت خطة للإيقاع بمرتكب الجريمة الذي أنه تأكد يفتقد إلى الحس الإنساني لممارسته الجنس على ضحية متزوجة رغم علمها بأمرها، وبعد تحريات دقيقة لملفات العديد من المشتبه فيهم ولذوي السوابق العدلية وكذا الحراسة اللصيقة لبعضهم، أفضت التحقيقات إلى تحديد هوية الجاني الذي تم إيقافه بعد عملية ترصد وضعت حدا لهروب لم يدم طويلا.
وأضافت مصادر متطابقة، أن المتهم أنكر المنسوب إليه خلال الاستماع إليه في بداية التحقيقات وتشبث ببراءته من المنسوب إليه، لكنه انهار بعد مواجهته بالقرائن والأدلة ما دفعه إلى الاعتراف بارتكابه ثلاث سرقات نفذها قبل أشهر بمدينة دمنات، واستولى في إحداها على كمية من الذهب باعه إلى أحد الأشخاص، صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية لإيقافه.
ولاستكمال إجراءات التحقيق، استقدمت الضحية للتأكد من هوية مغتصبها، وكانت المفاجأة صادمة بعد أن تعرفت على الجاني رغم أنه وضعه قناعا على وجهه لحظة ارتكابه جريمة الاغتصاب في حقها، إذ انخرطت في موجة بكاء مستحضرة لحظات الرعب التي قضتها مع المتهم الذي لم يشفق لحالها، بل مارس عدوانية كشفت عن وجه ذئب بشري يتخفى في لبوس إنسان في انتظار فرصة الانقضاض على طرائده.