إيقاف شيخ سبعيني من جماعة الدعوة والتبليغ لاتهامه بهتك عرض طفل قاصر
المشتبه فيه ينفي التهم ويعتبرها ملفقة لعدم إصابة الطفل بأي أذى
أحالت عناصر الضابطة القضائية التابعة لولاية أمن بني ملال، نهاية الأسبوع الماضي، على وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، مشتبها فيه بهتك عرض طفل قاصر يبلغ من العمر ثلاث سنوات، بعدما تشبثت والدة الضحية بمتابعته، بناء على شهادة شاهدين أكدا استدراج ابنها إلى مكان خال لممارسة أفعال مخلة بالحياء، أحالته للنظر في التهم المنسوبة إليه بعد إيقافه بمدينة خريبكة.
ويتعلق الأمر بمشتبه فيه، يبلغ من العمر 75 سنة متزوج وله أبناء، ميسور الحال، يقطن ببلجيكا، لكنه كان يفد إلى المغرب مرة كل أربعة أشهر لممارسة نشاطه الدعوي لانتمائه إلى جماعة الدعوة والتبليغ، وكان حضر إلى مدينة بني ملال لمزاولة نشاطه المعتاد، المتمثل في دعوته السكان إلى التمسك بالدين الحنيف، وتذكيرهم بأهمية الصلاة والمعاملة الحسنة والزهد في الدنيا.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المتهم (غ.ش) حضر إلى حي أوربيع بمعية عناصر من جماعته، واستقبلهم إمام الحي الذي وفر لهم فضاء المسجد للمبيت فيه، في انتظار انتهاء مدة الإقامة والانتقال إلى حي آخر بهدف التبليغ والتواصل مع سكانه.
وكان أفراد الجماعة، يتواصلون مع سكان الذين يتجاذبون معهم أطراف الحديث حول أمور دينية ودنيوية، ويحرصون على دعوتهم إلى التمسك بتعاليم الدين الإسلامي، والحفاظ على الصلوات الخمس، أملا في التأثير على ذوي القلوب المتذبذبة وتاركي الصلاة للارعواء عن غيهم.
وأضافت مصادر متطابقة، أن المشتبه فيه بهتك عرض طفل قاصر، شوهد في أحد أيام إقامته نازلا من منحدر بالحي، وصادف في طريقه طفلا يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وحمله بين يديه قبل أن يطبع قبلة على فمه، ثم نقله إلى مكان اعتبره آمنا خوفا من أن يصيبه أذى، دون أن يعتدي عليه أو يمسه بمكروه.
وفوجئ المتهم بتوجيه اتهامات إليه من قبل شاهدين، شاب يبلغ من العمر 16 سنة فضلا عن فتاة تبلغ من العمر 12 سنة، متهمين إياه بتقبيل الطفل من فمه بطريقة مثيرة واستمراره في التحرش به بعد نقله إلى مكان بعيد عن الأنظار.
وتمسكت والدة الطفل، بمتابعة المتهم (غ.ش) بتقديمها شكاية ضده، سيما أنه انتقل إلى وجهة أخرى رفقة عناصر جماعته، دون أن تحدد عناصر الأمن هويته ولا الجهة التي انتقل إليها، علما أن الشاهدين ظلا متشبثين بشهادتهما بعد الاستماع إليهما، مؤكدين أن قبلات المتهم لم تكن بريئة، بل تخفي وراءها ممارسات شاذة.
وانطلقت عملية البحث عن المشتبه فيه من قبل عناصر الضابطة القضائية، بجرد أسماء عناصر جماعة التبليغ التي حلت بمدينة بني ملال في إطار نشاطها الدعوي، لكن دون أن تضع يدها على المشتبه فيه انتقل إلى مدينة خريبكة، واكترى بيتا لممارسة نشاطه الدعوي المعتاد.
وتوصل المحققون إلى تحديد هوية المشتبه فيه، بعد أن تم استعراض صور أفراد الجماعة على الشاهدين الذين عثرا على مرادهما، بمجرد رؤية صورته، ما ساعد المحققين على وضع اليد وتقديمه إلى العدالة.
ونفى المشتبه كل المتهم المنسوبة إليه، مؤكدا أنه قضى عمرا طويلا في نشاطه الدعوي دون تسجيل أي سلوك مشين ضده، معتبرا أن ما وقع في حي أوربيع ما هو إلا تصفية حسابات راح ضحيتها.
وأضاف المشتبه فيه، الذي وضع تحت رهن الاعتقال الاحتياطي بأمر من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في انتظار استكمال إجراءات التحقيق، أن حمل الضحية بين يديه كان بدافع الخوف عليه من أن يلحقه مكروه، سيما أنه وضعه في مكان دون أن يمسه بأي أذى.