غير مصنف

انهيار القيم المجتمعية والأسرية يتسبب في بروز سلوكات مشينة لا تمت للمغاربة بصلة

تتسارع الأحداث السيئة تباعا كل يوم، بعد هجوم مواطنين تحولوا إلى بلطجية من مختلف الأعمار على سوق لبيع الأضاحي بالدار البيضاء وسلبهم ممتلكات فلاحين كدوا من أجلها سنة كاملة في انتظار هذا اليوم المشؤوم لبيع خراف صرف عائداتها ….تناقلت وسائل إعلام دولية الخبر لتشويه صورة المغرب الذي بات يعمل جاهدا لتحسين سمعته بين دول العالم ويتبوأ المكانة التي يستحقها، لكن بمثل هذ السلوك الأرعن تحطمت مجهودات سنوات من العمل، ليظفر لصوص وبلطجية بكبش عيد الأضحى تلبية لنداء دين يعتبر عيد الأضحى سنة مؤكدة وليس فريضة ويحث على مكارم الأخلاق.

بعد المرارة التي أحس بها المغاربة قاطبة إثرسلوك طائش وغير محسوب العواقب، أجمعوا على إدانة الفعل الإجرامي الذي خدش صورة المغرب والمغاربة ، لكن لم يمر إلا وقت يسير ليتم صفعهم مرة ثانية بسرقة  تجهيزات ومعدات من المستشفى الميداني الذي أقامته السلطات المغربية ببن سليمان لعلاج المصابين بفيروس كورونا.

ومن يكون الفاعل ؟ حسب تدوينة تنسب لطببيب، نشرها في تغريدة على حسابه في تويتر؟

لقد تأكد أن الفاعلين ليسوا سوى مرضى تماثلوا للشفاء من وباء كورونا بعد قضائهم فترة من العلاج في المستشفى الميداني، ببن سليمان/ و جادت عليهم قريح المرضى كجزاء للدولة التي أشرفت على علاجهم بسرقة تجهيزات المستشفى التي اختفت في ظروف غامضة، وكانت عبارة عن رشاشات الحمام و صنابير وأغطية الأسرة .
   
    وأضاف المصدر ذاته في تغريدته، أنه تم رصد اختفاء عدة تجهيزات من المستشفى، وقامت الجهات المسؤولة بفتح بحث فوري، وتأكد أن المرضى من المتعافين  قاموا بسرقة تلك التجهيزات ووضعها داخل أغراضهم قبل مغادرة المستشفى ؟

من الذي يحدث لدى المغاربة الذين تمثلوا القيم النبيلة التي رضعوها من أثداء أمهاتهم ؟ رغم الفقر والحاجة التي يتعلل بها بعض المتهورين عن نسب الفقر االعالية لتبرير سوكات وأفعال مشينة، لا يتخلى المغربي الحقيقي عن عمق مبادئه وثقافته التي تدعوه إلى حسن التعامل والتفاعل مع الآخر سيما إذا بدرت عنه أفعال خير نحوه

.. فكيف الحال بهؤلاء المرضى الذي صرفت عنهم أموال باهظة من خزينة الدولة طيلة فترةالحجر الصحي، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الموت، لكن بعد شفائهم ينتقمون ممن ساعدهم على الخلاص؟؟؟

أي منطق يحكم مثل هذه الطينة من البشر الذين يعيشون بيننا ونتعامل معهم يوميا، لكن يطمرون أحقادا تاريخية دفينة، ينتظرون لحظة ابنعاثها في أي لحظة، لنكون أول الضحايا رغم أننا لم نولد وفي أفواهنا ملاعق من ذهب، لقد تشربنا القيم النبيلة داخل أسرنا الفقيرة، وتعلمنا احترام الآخرين ومبادلة الجميع بالخير ومد يد العون لمن يطلبها؟

انهارت القيم المجتمعية، واستحالت ضربا من الماضي بعد أن تراجع دور المدرسة والأسرة، وحلت محلها قيم التواكل والانتهازية التي لا تتطلب من صاحبها سوى انتهاز أول فرصة تتاح له ليظفر بتحقيق أمنيتك دون مراعاة لأدنى القيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى