المنتخبون الذين لا يقدرون على توفير 40 مليون سنتيم في الميزانية غير جديرين بتحمل المسؤولية
سرق إلياس العماري رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، الأضواء في اليوم الدراسي حول” موقع برامج محو الأمية في مخططات التنمية والجهوية والمحلية” بأكاديمية المملكة بالرباط أمس الأربعاء بدعوته رؤساء الجهات وعمداء المدن إلى تعبئة موارد مالية في ميزانية المجالس الجهوية والجماعات المحلية لمحاربة الأمية التي تبلغ نسبتها 32 في المائة وفق إحصاء 2014 ما يشكل وصمة عار في جبين المنتخبين الذين ينبغي عليهم الإسهام الفعلي للقضاء على الأمية بدل التشكي من قلة الموارد المالية والبشرية.
واعتبر إلياس العماري أن من واجب المنتخبين الذي حازوا أصوات الناخبين ونالوا ثقتهم الانخراط في المبادرة التي تروم القضاء الفعلي على الأمية بالمغرب في أفق 2024 بمبادرة من الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ومنظمة اليونسكو، مضيفا أن من لم يستطع توفير 40 مليون سنتين في ميزانيته السنوية فهو غير مؤهل لتسيير المدينة وغير جدير بتحمل المسؤولية.
واستعرض إسماعيل العلوي الوزير السابق لوزارة التربية الوطنية ورئيس لجنة التسيير والاستثمار نسب الأمية التي تضرب أطنابها في صفوف المغاربة، إذ قال إن ثلث المغاربة يعانون من ويلاتها ويترتب عنها عجز في الاقتصاد يبلغ 10 ملايير دراهم كل سنة دون احتساب الأطفال المتسربين من المدرسة بدون تحصيل معرفي ما يترتب عنه تفشي الأمراض والجهل فضلا عن حوادث اجتماعية خطيرة.
وذكر العلوي أن نسبة الموظفين الأميين العاملين في إطار الوظيفة العمومية يصل 20 في المائة، ويزيد من تعميق الجرح أجوبة المسؤولين التي تبرر النسبة بتفشيها في صفوف السائقين والحراس ما ينعكس سلبا على تطور المجتمع.
وأضاف، أن اللقاء يستهدف إشراك الجماعات المحلية قي تحمل مسؤولية القضاء على الأمية ما يقتضي وضع تصورات جهوية واتخاذ المبادرة لإسعاد الشعب المغربي ضمانا لرقيه في سلم المعرفة والتخلص من الجهل علما أن نسب الأمية تتفشى في صفوف النساء القاطنات في الأرياف ما يتعارض والتوجهات الملكية التي تدعو إلى تحرير المرأة إسوة بالرجل من أغلال الأمية.
وأشار الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو إلى أهمية اللقاء الذي جمع رؤساء الجهات والجماعات لبلورة مخططات استراتيجية جماعية تؤسس عملا مشتركا يجعل من محاربة الأمية ورشا مفتوحا لهذه المخططات للنهوض ببلادنا وتبويئها مكانتها اللائقة سيما أن الاجتماع انعقد بعد مصادقة المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو لوضع خطة جديدة للتربية والعلوم تستنير بها الدول في القضاء على الأمية وما يترتب عنها من مشاكل اجتماعية واقتصادية.
وذكر احساين أجور مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية أن نسبة الأمية على الصعيد الوطني 32 في المائة، وتخفي هذه النسبة تفاوتات مهمة في الوسط، إذ ترتفع إلى 48 في المائة في الوسط القروي مقابل 22 في المائة بالوسط الحضري، مضيفا أن الظاهرة مستفحلة في صفوف النساء القرويات بنسبة 60.4 في المائة.
وأضاف أن المغرب بذل مجهودات كبيرة في تقليص نسب الأمية خلال العشر سنوات الأخيرة لكنه لم يستطع ربح سوى 11 نقطة في المدة الفاصلة بين إحصاء 2004 و2014 .