لم تفرز اللقاءات الجهوية المتكررة لحزب الحركة الشعبية بإقليم بني ملال فرز لائحة نهائية تضم أسماء مرشحي حزب السنبلة الذين مازالوا يضعون أيديهم على قلوبهم، في انتظار الإعلان النهائي عن محظوظي الحزب خلال الأيام القادمة سيما أن كامل الصلاحيات منحت للجنة إقليمية يرأسها أحمد شد عضو المكتب السياسي ورئيس المجلس البلدي لبني ملال الذي ظل يحتل موقعا مريحا بعد أن أزاح خصومه من مراكز القرار، بدل اللجنة المركزية للحزب التي كانت أثارت قراراتها ردود أفعال متباينة ليتقرر إسناد الأمر إلى اللجان الإقليمية في مختلف الجهات.
ورغم أن الصراع على نيل تزكية حزب الحركة الشعبية بإقليم بني ملال لن يخرج عن دائرة أسماء معروفة بولائها للحزب الذي لن يتخلى عنها لما تشكله مظلة الحزب حماية لمصالحها، رغم أن التجربة أثبتت عدم كفاءتها وعدم قدرتها على فرض نفسها سواء في البرلمان أو في مجلس المستشارين، فإن الصراع سيحتدم بين خمسة مرشحين يتنافسون بشراسة على بطاقات تبدو صعبة المنال بعد أن أبدى مرشحون رغبتهم وكان بعضهم إلى عهد قريب يتحكمون في دواليب حزب السنبلة وفي كل تفاصيله الصغيرة، بل كان يسهر على خدمتهم أشخاص نجحوا في عزلهم ليتسلم آخرون مفاتيح الحزب، بعد صدور أحكام تدينهم بتهمة الفساد الانتخابي في استحقاقات سابقة، لتشيح عنهم أنظار من كانوا ينتظرون فرصة صغيرة للسلام عليهم لينالوا قسطا من نعيمهم وأفضالهم، والأنكى منهذا أنهم سلطوا على رقابهم أقلاما للإمعان في الإساءة إليهم.
وأفادت مصادر مطلعة، أن إعلان صقور حزب الحركة الشعبية عن رغبتها في الترشح للانتخابات المقبلة، خلط الأوراق وأربك أوضاع من كانوا يطلقون الوعود في كل الاتجاهات لتتوالى الضربات تحت الحزام رغبة في إضعاف من يعتبرونه ” خصوما” سيما أن الإعلان عن رغبة عودة ” عبد العزيز الشرايبي” رئيس المجلس البلدي السابق وولي نعمة العديد من المتنفذين الحاليين في الحزب مركزيا، فضلا عن بروز أسماء أخرى ظهرت في حلبة المنافسة، ويتعلق الأمر بالمرشحين( نورالدين بلحاج وحميد الإبراهيمي) وعبد الرحيم الشطبي الذي أصبح إسمه مطروحا في أجندة الحزب، بعد أن أبدى رغبته للالتحاق بصفوف الحركة الشعبية التي حققت رقما قياسيا في الاستحقاقات الجماعية الأخيرة، بحصول أحمد شد على 12564 صوت ما شكل دعما نفسيا لكل مرشحي الحزب الذين يتنافسون بقوة على بطاقات الترشيح ليضمنوا حظوظهم في الاستحقاقات المقبلة ببني ملال.
وفي خضم التنافس الشرس وغير الشريف أحيانا بين مرشحي الحزب المفترضين للاستحقاقات الانتخابية لسابع شتنبر المقبل، رفض أعضاء المجلس البلدي لبني ملال تهميشهم وإبعادهم عن العملية، ليعلنوا أنفسهم طرفا رئيسيا في المعادلة، داعين إلى إشراكهم في عملية اقتراح الترشيحات لأنهم يعتبرون أنفسهم دعامة أستسية للحزب، وقاعدة خلفية للأصوات الانتخابية التي وضعت ثقتها فيهم ما يشكل منافسة صريحة لمهمة رئيس اللجنة الإقليمية الذي أوكلت إليه مهمة التأشير على التزكيات المقبلة لاعتبارات عدة.
كما يعيش حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بني ملال حالة غليان خفية تنبئ بانفجار لن يستفيد منه إلا الخصوم السياسيون الذين يتحينون الفرص لتوجيه الضربة القاضية لحزب” التراكتور” أضاع بوصلته في الانتخابات الجماعية الأخيرة، وبدا حزبا عاديا لا يختلف شأنه عن باقي الأحزاب التي تفتح مقراتها قبل انطلاق الحملة الانتخابية لحشد الدعم وربح مزيد من الأصوات.
وأفادت مصادر متطابقة أن التنافس من أجل نيل تزكية الحزب لخوض غمار انتخابات رابع شتنبر المقبل، لن يخرج عن دائرة بعض رؤساء جماعات الدير الذين يعتبرون معادلة صعبة لا يمكن تخطيها، ويتعلق الأمر برئيس جماعة دير القصيبة ورئيس بلدية زاوية الشيخ اللذين أبديا رغبتهما في التنافس على إحدى البطاقات الست المخصصة لإقليم بني ملال، فضلا عن رؤساء آخرين لم يعلنوا بعد عن رغبتهم في الترشح.
ومن المتوقع أن يعلن ثلاثة مرشحين من بني ملال يتنافسون بقوة لكسب ثقة الحزب الذي يعول على ” مول الشكارة” لتفادي مشاكل تمويل الحملات والتجمعات الانتخابية، أن يعلنوا أسماءهم، ويتعلق الأمر برئيس المجلس الإقليمي لبني ملال محمد حلحال ومحمد المنصوي رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات اللذين أبديا عزمها على خوض غمار الاستحقاقات المقبلة، فضلا عن ورود معلومات أخرى تؤكد عزم عضو بمجلس جهة بني ملال خنيفرة على تقديم ترشيحه ما دام أنه قادر على إحداث المفاجأة بعد أن خانت حزبه السرعة النهائية في الانتخابات الجماعية الأخيرة.