حملات انتخابية سابقة للأوان بمدن جهة تادلة بمباركة سلطات الوصاية
باقتراب موعد الانتخابات الجماعية والبرلمانية، اشتد وطيس المنافسة بين الزعماء المترشحين الذين استساغوا خدر الكراسي الوتيرة في وزارتهم والرواتب الشهرية التي تقتص من سواعد العمال وأبناء الطبقات الفقيرة التي تصارع بالكاد من أجل الحصول على لقمة العيش الكريم.
انطلق موسم انتخابات حزب السنبلة القادم من مدن المركز- الرباط- إلى المدن السفلى، على تعبير الراحل الشاعر عبد الله راجع، وانبرى الوزراء وأعضاء المكتب السياسي للحزب ذاته لتأمين مناصبهم وامتيازات، سيما أن منافسين مشاكسين رشحوا أنفسهم للأمانة العامة للحزب، وطالبوا بضخ دماء جديدة أملا في الحصول على نصيبهم من الكعكة التي يستمتع بها زعماء سياسيون خالدون لا يأتيهم التغيير من جانبهم.
استقبلت مدينة بني ملال، وفودا من المنتسبين لحزب الحركة الشعبية، بعد أن مهد وزير الوظيفة العمومية محمد مبديع الطريق للوزراء ومعاونيه في مهرجان ألف فرس وفرس الذي أغاظ تنظيمه أبناء المنطقة، الذين احتجوا في حفل الافتتاح على تبديد المال العام، واعتبروا تنظيمه حملة انتخابية سابقة لأوانها.
رغم الرسائل القوية التي وجهها الغاضبون إلى محمد مبديع، استطاع الوزير أن يستقطب إلى مهرجانه العديد من الشخصيات التي فوجئت باحتجاجات معطلي الفقيه بن صالح الذين أفسدوا فرحة الوزير الذي بدا متلعثما خلال إلقاء كلمة الافتتاح.
انتهز امحمد لعنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، الفرصة بترؤسه المجلس الإداري للوكالة الحضرية ببني ملال، وعقد جلسة حميمة مع أطر حزبه في منزل عبد العزيز الشرايبي عضو المكتب السياسي لحزب السنبلة، لترتيب الشؤون الداخلية للحزب، وإخماد حريق كاد أن يعصف بإنجازات الحزب لولا أن بقيت سيوف الدم في غمدها.
حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، المكلفة بالبيئة، حلت بمدينة بني ملال وطالبت بإحداث مطارح عصرية للنفايات، والمحافظة على الثروات التي تزخر بها جهة تادلة أزيلال كالغابات ومصادر المياه الجوفية والسطحية والسياحة والفلاح، لكن لم تتردد في القيام بزيارة إلى منطقة أدوز التي نظم شيخها مهرجانا للفروسية، ليمهد الطريق لكل من ترضى عنه الآلة المخزنية للترشح للانتخابات المقبلة، لأن مقعده محفوف بعناية وعطف السلطة الجهوية والإقليمية.
لم تلتفت الوزيرة التي استمتعت بلقطات من فن التبوريدة الذي كان يؤديها فرسان القبيلة المحظوظون الذين كانوا يفجرون أحزانا مبطنة، لم تلتفت إلى معاناة سكان المنطقة في رحلتهم السيزيفية مع الماء والبحث عن فرص الشغل، ولا إلى المآسي التي حلت بأدوز جراء البناء العشوائي الذي دمر كيان قرية أدوز التي وجدت نفسها محاصرة بطوابير من المنازل التي شيدت بطريقة عشوائية، لأن الوزيرة كانت ببساطة تقوم بحملة انتخابية غير معلنة، لكن تباشيرها ومقاصدها كانت بادية للعيان.