علي فرتاحي يوقع كتابه الجديد، وسط احتفاء القصيبة بأثره الفكري

العين الإخبارية
نظمت جمعية أصدقاء القصيبة للتنمية والبيئة والسياحة “أكديت” حفل توقيع كتاب باللغة الفرنسية ” بطولة متسلق الجبال” لكاتبه علي فرتاحي أستاذ متقاعد درس أجيالا مادة اللغة الفرنسية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.
وشهد الحفل الثقافي، إقبال العديد من مناضلي ومثقفي مدينة القصيبة التاريخية الذين احتفوا بهذا العمل الثقافي، لأنه أضاف قيمة فكرية مضافة كرست للإنجازات الفكرية والأدبية التي كشفت حقيقة خبايا بلدة صغيرة، حققت بطولات تاريخية، تشهدها لها المعارك التي خاضتها ضد الاحتلال الفرنسي الذي وجد مقاومة عنيفة من قبل مقاومي وساكنة المنطقة التي كبدته خسائر فادحة، وواجهت المستعمر بعزيمة لا تكل.
وقدم رئيس الجمعية إبراهيم بنحسو فقرات هذا الحفل الثقافي، الذي تضمن مداخلتين علميتين، الأولى تناولها بالتفصيل الباحث عبد الله أمكون تحت عنوان “قبائل آيت ويرة، بطولات وأمجاد”، إذ أعطى نبذة تاريخية عن قبائل آيت ويرة وجذورها التاريخية، وطرق مقاومتها للاستعمار الفرنسي، فضلا عن بسالتها في التصدي للمستعمر في معركة مرامان أيام 8 و 9 و 10 يونيو من سنة 1913.
كما استعرض خصال وقيم الحرية والكرامة والشجاعة التي تميز بها القائد موحى وسعيد، وعلاقته بسكان القصيبة الذين أبوا الخضوع لسياسة المستعمر الذي لم ينعم بمكوثه في القصيبة، وذاق مرارة العذاب للضربات المتتالية التي كان يتلقاها.
في المداخلة الثانية التي قدمها الباحث في سلك الدكتوراه محمد اسمايو، تناول الباحث كتاب علي فرتاحي، مشيرا أنه كان عبارة عن كتابة ملحمية لأحداث تاريخية غير مكتوبة، أنجزت في قالب أدبي وتفاعلت فيه شخصيات كانت تعيش في بلدها في هدوء واطمئنان قبل الهجوم الفرنسي على المنطقة، وبعد سنوات من المقاومة، تم ترحيل ساكنتها قسرا إلى الجبال قبل الاستيلاء على ممتلكاتهم وأراضيهم التي تعلقوا بها، وسط مشاعر من الحزن الألم و الإصرار على مقاومة المستعمر وعدم الخضوع له لكي لا يطمس هوية البلد.
كما قدم الباحث مصطفى حدوش شهادة تفاعلية حول الكاتب ومؤلفه الجديد الذي ألقى الضوء على مرحلة مهمة، حدد من خلالها مسار مدينة القصيبة التي مازالت بعض آثارها تشهد على صمود مقاوميها الذين أبوا الاستسلام والخضوع لمخططاته.
وتميز الحفل بنقاشات علمية وثقافية عبر من خلالها المشاركون والمشاركات عن تقديرهم للكتاب الذي اعتبره المتدخلون قيمة مضافة، لطبيعة الأفكار التي تضمنها الكاتب، كما تقدموا بتوصيات تحرص على ضرورة كتابة تاريخ المنطقة، وتخليد الأحداث التاريخية باعتماد الوثائق التاريخية والرواية الشفهية، مع ضرورة إطلاع الأجيال الحالية والمستقبلية على تاريخ بلادها وحقيقة هويتهم الثقافية المحلية والوطنية ذات الروافد المتعددة والمشارب الغنية.
سعيد فالق