أخبار جهوية

مبادرات إنسانية لإيواء مشردين وأشخاص بدون مأوى بدمنات

العين الإخبارية

تتجدد معاناة ساكنة المناطق الجبلية النائية مع موجة البرد القارس خلال موسم الشتاء ما يتطلب استعدادات مسبقة من قبيل توفير حطب التدفئة من لدن الأسر لحماية أفرادها من لسعات البرد التي تفضي أحيانا إلى حدوث أمراض موسمية تتطلب علاجات مستعجلة للحد من تداعياته.

وتتضاعف معاناة الأشخاص بدون مأوي من تداعيات موجة البرد القارس سيما في الليل الذي ينزل مؤشر الحرارة إلى أدنى مستوياته  سيما في المناطق الجبلية التي تسارع ساكنتها إلى بيوتها بحثا عن التدفئة  داخل منازلهم التي تقيهم شر البرد الذي يعتبر العدو الرئيسي لساكنة المناطق الجبلية التي تستعد له لاتقاء ما ينجم عنه من أمراض خطيرة تفضي أحيانا إلى تداعيات صحية خطيرة، لكن توجد فئة من المواطنين تقطعت بهم سبل الحياة عمشهم القدر وأصبحوا غير قادرين على تحمل أعباء الزمن بعد أن تخلى عنهم الجميع بما فيها الأسر ، وأصبحوا عالة على المجتمع، وأصبحوا يبيتون في العراء  ، ويبحثون عن أمكنة يقضون فيها لياليهم الباردة،  سواء بالقرب بالمحطات الطرقية ، وبجنبات المساجد أو الحدائق العمومية وبمحاذاة المساجد وأرصفة الطرقات، يفترشون الثرى، ويلتحفون البلاستيك بحثا عن الدفء، يعانون من لسعات البرد القارس التي تبعد النوم عن جفونهم، ينتظرون بزوغ الشمس لتلطف من أدواء البرد الذي يحول حياتهم إلى جحيم.

رغم العناية وروح التعاطف التي تبديه ساكنة مدينة دمنات مع عدد قليل من الأشخاص بدون مأوى الذين تتضاعف معاناتهم في مثل هذه الليالي الباردة، ونظرا لحالة الاستعجال التي تتطلبها الظرفية التي تتميز بطقس بارد، باردت جمعية النور لحماية الاشخاص بدون مأوى بأزيلال، بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية بدمنات، إلى توفير عدد من الأغطية لمساعدة الأشخاص بدون مأوى على مواجهة البرد القارس وتوفير ملاذ مؤقت لحمياتهم من مضاعفاته.

وقام الأحد الماضي، هشام أحرار رئيس جمعية النور لحماية الأشخاص بدون مأوى بأزيلال وإبراهيم موسطاج ممثل التعاون الوطني بأزيلال بحضور قائدي الملحقتين الأولى والثانية  ورجال الأمن و عدد من عناصر القوات المساعدة و أعوان السلطة المحلية  ورئيس جمعية مرضى داء السكري بدمنات وعبد الإله الزطور ممثل لغرفة الصناعة التقليدية، وكمال فهمي مدير مركز شمس لرعاية المسنين بتنانت ولطيفة إدريسو مديرة دار الطالبة بدمنات، بمبادرة إنسانية متمثلة في توزيع مجموعة من الأغطية الصوفية ووجبات غدائية على 13  شخصا بدون مأوى، من بينهم أشخاص مختلون عقليا كانوا يقضون لياليهم الباردة محرومين من الأغطية التي تمنحهم الدفء، وكانوا يعيشون مآسي إنسانية بعد أن انقطعت السبل بهم.

ولم تتوقف هذه المبادرة الإنسانية عند هذا الحد، بل أسفرت النقاشات المستمرة بين أعضاء اللجنة إلى اتفاق يقضي بنقل عدد من الأشخاص بدون مأوى إلى مركز الأمل للأشخاص في وضعية صعبة بأزيلال، ومركز شمس لرعاية المسنين بتنانت بأزيلال، لتوفير الرعاية إليهم وتقديم المساعدة لهم في انتظار أن تخف حدة البرد وإيجاد حلول جذرية لهم.

  ويعتبر المركز الاجتماعي الأمل بأزيلال ومركز شمس بتنانت ترجمة عملية للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف إلى تحسين الظروف الإنسانية الصعبة للأشخاص بدون مأوى والعمل على إدماجهم بشكل أفضل في المجتمع.

كما يروم المركزان الاجتماعيان أيضا إلى تحسين الظروف الاجتماعية للأشخاص في وضعية صعبة وبدون مأوى من خلال إيوائهم في ظروف صحية وإنسانية، تلبي احتياجاتهم الضرورية باحتضانهم في هذين الفضائين الاجتماعيين النموذجين بإقليم أزيلال.

واستحسن هشام أحرار رئيس جمعية النور لحماية الاشخاص بدون مأوى بأزيلال  المبادرة ، مؤكدا أن الرعاية الإنسانية فعل آدمي يينع من مشاعر  الانسان الحقيقي الذي ل يختلف عن غيره في الأماكن الأخرى، وقد يلتقي كل واحد منا بإنسان مشرد ، ويقشعر بدنه لهذا المشهد اللاإنساني، كما تهتز مشاعره لامرأة عجوز تعاني شدة  البرد، أو رجل ، مسن يصارع الحياة في الشارع، والمؤسف هو أنه بمجرد ما تنتهي هذه المشاهد يتوقف هذا الإحساس، لكن أن يعايش المرء نماذج من هذه الفئات على مدى 7 سنوات، وأن يسمع أنين مسنات عاجزات عن الحركة، آخرين طاعنين في السن أخذ منهم المرض وفي حاجة يومية إلى حفاظات، فذاك أمر مختلف تماما.

  وأضاف المتحدث نفسه أن مهمة المركز لا تقتصر على توفير الإيواء لفئات اجتماعية في وضعية هشة، بل أيضا إعادة إدماجهم الاجتماعي، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء في وضعية الهشاشة، وذلك بهدف تعزيز شعور النزلاء بالانتماء الاجتماعي وجعلهم يجددون الثقة في أنفسهم.

وأكد إبراهيم مسطاج ممثل المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال، أن عملية توزيع أغطية صوفية ووجبات غدائية على مجموعة من الأشخاص بدون مأوى بدمنات كمحطة ثانية بعد أزيلال، تدخل في إطار حملة شتاء 2023 التي دأبت مؤسسة التعاون الوطني على تنظيمها كل سنة، بتنسيق مع باقي الشركاء الرئيسيين، مؤكدا أنها حملة جاءت في وقت تعرف فيه المنطقة موجة برد، تستدعي تضافر كل الجهود لإنجاحها وتحقيق أهدافها .

 وأضاف أن مركز استقبال الأشخاص بدون مأوى بأزيلال، يشكل الملاذ الآمن للفئة المستهدفة، حيث أصبح سقفا متينا وملاذا آمنا لهذه الفئة التي كانت تعيش أياما وليالي باردة في الشوارع والأزقة، ويوفر لها ظروف إيواء كريمة ويحفظ كرامتها الانسانية.   وثمن فطاح المصطفى فاعل جمعوي هذه المبادرة الاجتماعية التي لقيت ترحيبا من طرف فعاليات المجتمع المدني وبمشاركة السلطات المحلية والأمنية في عملية توزيع أغطية صوفية ووجبات غدائية على مجموعة من الأشخاص بدون مأوى بدمنات، في انتظار نقل بعض الأشخاص إلى المركزبن الاجتماعين بمدينتي أزيلال وتنانت، لتوفير ظروف إيواء ملائمة ل تحفظ كرامتهم وآدميتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى