أخبار جهويةثقافة وفن

بني ملال تحتضن أول توقيع لكتاب تاريخ تادلا لعبد الكريم جويطي

 

و قع الكاتب والروائي عبد الكريم جويطي مؤلفه التاريخي عن منطقة تادلا، الجمعة الماضي،  في حفل حضره وزير الثقافة السابق محمد الأشعري الذي قدم قراءة ماتعة للمؤلف الجديد الذي يجمع بين المتعة الأدبية وتوطين حقائق جديدة عن المنطقة التي لم تشهد كتابات رصينة تزيح عنها ستار الضبابية التي يلفها، ويكشف أسرارها الحقيقية التي يتحدث عنها المؤلف الجديد ما سيثير لا محالة سجالا فكريا بين المهتمين بتاريخ منطقة تادلا لما يطرحه من حقائق جديدة أغفلها، وفق ما عبر عنه الكاتب، مؤرخون لم ينفذوا إلى أعماقها لتجليتها للعيان.

ونشطت فقرات اللقاء الذي حضره مهتمون بثقافة وتاريخ المنطقة اللقاء الثقافي جمعية نادي صول للموسيقى ببني ملال التي أمتعت كعادتها الجمهور الحاضر بأغانيها التي شدت الحاضرين إليها بأداء جوقها المتميز و أصوات فنانين لا يشغلهم عن عشق الفن أي شاغل.

أشار محمد الأشعري في مداخلته الشيقة، إلى أهم ما ميز مؤلف عبد الكريم الجديد بعد أن  كسر قاعدة مهيمنة وهي أن العديد من المؤرخين جاؤوا من التاريخ إلى الرواية، في حين أن عبد الكريم جويطي جاء من الرواية إلى التاريخ، وبالتالي لاحظ أن مؤلفه الجديد سيكون محط المتتبعين لطريقة الكتابة التي اعتمها وغلب عليها التأليف الأدبي، وغلب الجملة الروائية على الجملة العلمية دون تفريط في الدقة التاريخية للأحداث…هناك حضور للصورة والتركيب الشعري وكثير من الرومانيسك..

وأضاف أنه رغم استعراضه العديد من الحقائق التاريخية في الكتاب لم يخن ولعه الأساسي وهو شغف الرواية، وبالتالي سنجد لغة روائية يستشعرها قارئ الكتاب منذ الجملة الأولى في تقديمه للكتاب.

الكتاب أيضا رواية عن شخصية إسمها تادلة، يطالعنا الكاتب في أول مؤلفه عن نواياه المنهجية، إذ ينطلق من نقد الكتابات التاريخية ويستعمل كلمة تفنيد  في أكثر من مناسبة، ما يجعله محط اهتمام كثير من المؤرخين بعد أن وظف العديد من الوثائق والنصوص فضلا عن حقائق تاريخية لدحض الصور الخاطئة عن المنطقة ، وتنبأ بنقاش قوي عن المواضيع التي تداولها الكتاب.

والكتاب، كما يقول الأشعري، ينطلق من إعادة تركيب الأحداث والحكايات، وليس بمنطق كرنولوجي واستعراضي بل بإعادة قراءة الأحداث وتركيبها باعتماد العديد من المصادر والمراجع وإعادة بناء الحكايات والمقارنة بين الروايات وتقديم زوايا النظر.

وأشار عبد الكريم جويطي في كتابه ” تاريخ بلاد تادلا: تحيين وتركيب” إلى خلاصة أساسية تتمثل في أنهمحاولة في التركيب  رغم أنه لا تركيب إلا بحد أدنى من التراكم، بعد أن وفرت المونوغرافيات المنجزة عن بعض القبائل التادلية أو بعض الزوايا رصيدا من الأعمال التاريخية ما يدفع للقيام بهذه المحاولة المتواضعة التي تهدف إلى التحفيز على طرح أسئلة  جديدة على تاريخنا التادلي وتلمس دروب بحث جديدة.

وأضاف أن ما كتب عن المنطقة في كتابه وفي غيره يعوزه التوسع اللازم وسيعمل على إنجاز كتابين في القريب العاجل، كما سيعمل على ترجمة أهم الكتابات التاريخية الفرنسية التي تناولت بلاد تادلا بعد أن قام بترجمة ” أغاني تساوت” للشاعرة الأمازيغية مريريدة نايت عنيق فضلا عن جمع أشعار أحد أعلام المنطقة الكبار أبو العباس الجراوي في كتاب صدر ضمن منشورات المديرية الجهوية لوزارة الثقافة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تنبيه: situs togel gacor

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى