العين الإخبارية
بعد توقف دام سنوات نسفت جهود العديد من المتدخلين والفاعليين المحليين الذين نجحوا في إنجاز مطار بني ملال، الذي دشنه صاحب الجلالة، وكان بمثابة الرئة التي يتنفس بها الاقتصاد الجهوي الذي انتعش فترة من الزمن، لكن غياب مواكبة الفاعلين الاقتصاديين لهذا المشرع الذي صرفت فيه ميزانية ضخمة لإنجازه، أعلن المجلس الجهوي للسياحة ببني ملال خنيفرة عن استئناف الرحالات الجوية الدولية بمطار بني ملال مباشرة من وإلى برشلونة وميلانو الإيطالية، وذلك بشراكة مع كل من مجلس جهة بني ملال خنيفرة والمكتب الوطني للمطارات والمكتب الوطني المغربي للسياحة.
وأكدت مصادر الصباح، أن الخطوط الجديدة التي تربط بين دولتين أوربيتين وجهة بني ملال خنيفرة، ستقوم شركات الطيران بربط مطار جيرونا كوستا برافا في برشلونة بمطار بني ملال بداية من الأسبع الأول لشهر ماي القادم بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا فضلا عن ربط مطار بيرغامو أوريو آل سيريو ميلانو بمطار بني ملال بداية من فاتح يونيو المقبل، أي بمعدل رحلتين كل أسبوع.
وستوفر هذه الرحلات للمسافرين فرصة جديدة لاكتشاف الثروات الثقافية والموارد الطبيعية التي تزخر بها جهة بني ملال خنيفرة، وتعزيز الزيارات السياحية بين كل من إيطاليا وإسبانيا والمغرب ومختلف السياح الدوليين، الذين يفضلون اختيار هذه الوجهة الواعدة لأنها تتوفر على مناطق سياحية وثقافية تم تتويجها أخيرا بإنجاز متحف تراثي يضم هيكلا عظميا لدينصور كامل الأطراف، فضلا عن تفره على التراث المادي للمنطقة التي شهدت هجرات جماعية من قبل العديد من القبائل والأمم.
كما ستساهم هذه الرحالات في تحريك التنمية الاقتصادية المحلية من خلال خلق فرص جديدة لشركات ومشغلي السياحة في المنطقة، وتسهيل وصول أبناء الجهة إلى المعاهد الدولية وكذا إتاحة الفرصة لأبناء الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا وإيطاليا لزيارة بلدها.
وعبر العديد من أبناء الجالية المغربية القاطنين بإيطاليا وإسبانيا عن سعادتهم بعودة الروح إلى مطار بني ملال الذي شكل توقفه عن تنظيم رحلات إلى أوروبا ضربة موجعة للسياحة المحلية، فضلا عن مضاعفة معاناة أبناء الجالية الملزمين بالتوقف إما بمطار مراكش أو الدار البيضاء، ليستأنفا بعدها رحلتهم إلى مدينة بني ملال ومنها إلى المدن المجاورة.
ومنذ أن تم الإعلان عن استئناف الرحلات بمطار بني ملال، سارع أبناء الجالية المغربية بكل من إيطاليا وإسبانيا إلى حجز مقاعدهم برفقة عائلاتهم، يحذوهم أمل العودة للقاء الأحبة والأصدقاء الذين يقطنون
بجهة بني ملال خنيفرة التي تعتبر وجهة سياحية للباحثين عن أصالة الفنون المعمارية والتراث الثقافي المادي واللامادي الذي ينم عن أصالة فريدة تضفي على المناطق السياحية بالمنطقة جمالا طبيعيا.
سعيد فالق (بني ملال)
