ملف الذبيحة السرية بحهة تادلة أزيلال يدخل باب القضاء.
إيقاف متهمين بترويج لحوم الذبيحة السرية بسوق السبت
أجلت المحكمة الابتدائية بمدينة الفقيه بن صالح، مطلع الأسبوع الجاري، ملف متهمين بالذبيحة السرية والأحشاء الفاسدة التي كانت تعرض للبيع في الأسواق الشعبية بجهة تادلة أزيلال، للاستماع إلى كل أطراف الملف الذي أثار واقع اللحوم الحمراء بالمنطقة، الذي تدبره مافيا استطاعت بطرقها ووسائلها الخاصة أن تنظم سوقا سرية، لنشر الموت في كل الأسواق الشعبية، وكذا دكاكين الجزارة التي تقدم خدماتها للزبناء في مختلف مدن الجهة، في غياب مراقبة صارمة تردع عصابات راكمت الثروات جراء الفوضى الذي يعرفها قطاع اللحوم بجهة تادلة أزيلال.
وكانت عناصر الشرطة القضائية بمفوضية سوق السبت، استمعت إلى متهمين الذبيحة السرية بآيت اعتاب وسوق السبت، بعد أن أمرت النيابة العامة بابتدائية الفقيه بن صالح بإرجاع المسطرة إلى عناصر الشرطة القضائية من أجل تعميق البحت في ملف المتاجرين في أحشاء البهائم الذي توبع على خلفيته ثمانية عناصر ، تم إيقافهم ووضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل تهمتي الذبيحة السرية والمشاركة .
وأفادت مصادر مطلعة، أن تفاصيل ملف الذبيحة السرية الذي يدبر بسرية تامة من قبل “مافيا اللحوم” بجهة تادلة أزيلال، طفت بعض خيوطه الأحد الماضي، عندما قدم أحد المواطنين شكاية لدى مصالح الشرطة القضائية بمفوضية سوق السبت يؤكد فيها أن مجموعة من المشتبه فيهم يروجون لحوما فاسدة وأحشاء بهائم غير صالحة للاستهلاك بالسوق الأسبوعي للمدينة في غياب مراقبة المصالح المختصة التي تغط في سبات عميق.
وللتأكد من صحة المعلومات، انتقلت فرقة أمنية تابعة لمفوضية سوق السبت، بمعية السلطة المحلية وكذا ممثلي مكتب حفظ الصحة التابع لبلدية سوق السبت إلى جوطية السوق الأسبوعي الذي تعرض فيه لحوم الذبيحة السرية، ما أسفر عن إيقاف مشتبه فيهم، يتحدران من منطقة آيت عتاب كانا بصدد ترويج كميات من اللحوم والأحشاء غير المرخص لها، وتم حجز كل الكميات المعروضة للبيع وإتلافها بعد القيام بالإجراءات القانونية، وحرقها بالمطرح العمومي للنفايات بالمدينة.
وأسفرت التحقيقات مع الموقوفين على ذمة التحقيق، عن اعترافات تلقائية بهوية متهمين آخرين يتحدرون من مناطق متعددة، كانوا يروجون لحوم الذبيحة السرية، وكذا أحشاء بهائم متحصل عليها من ذبائح بالأسواق الأسبوعية التابعة لدوائر بني موسى وبني عمير، التي يقتني روادها اللحوم الحمراء لشغفهم بها وفق ما تنص عليه التقاليد البدوية التي تحتفي بثقافة الشواء، وتقديم اللحم في كل الأطباق.
وللتضامن مع الجزارين الموقوفين، أضرب جزارو آيت اعتاب بأزيلال عن الذبح الثلاثاء الماضي، تعبيرا منهم عن تذمرهم الطريقة التي يدبر بها ملف المعروضين على العدالة، سيما أن المنطقة التي يشتغلون فيها لا تتوفر على بيطري، ولا على أي تقني يمثل المصلحة البيطرية، إذ لا يحضر إلا خلال أيام السوق الأسبوعي، ما يترك باب قطاع اللحوم الحمراء بالمنطقة مشرعا أمام كل التصرفات غير القانونية.
وكان اجتماع، نظم بمقر الجهة ببني ملال حول موضوع استفحال الذبيحة السرية، إذ أشار رئيس اللجنة جمال أوزين إلى تفشي الذبيحة السرية في مدينة بني ملال، بل أقر جميع أعضاء مجلس الجهة بوجود مافيا الذبيحة السرية بالجهة التي اغتنت وراكمت الأموال، بعد أن وجدت المجال خصبا بسبب غياب مراقبة صارمة من لدن المصالح المختصة.
وتأسف بعض أعضاء الجهة، للطريقة التي عوملت بها الطبيبة البيطرية بقصبة تادلة، التي كانت صارمة في مراقبتها للحوم الحمراء بالمجزرة البلدية لقصبة تادلة، لكن تم عزلها وإبعادها من لجان المراقبة ليفسح المجال للمضاربين في اللحوم الحمراء ليعيثوا فسادا.
كما تم عزل الطبيبة البيطرية الدكتورة وفاء عن ممارسة وظيفتها بالمجزرة البلدية بمدينة بني ملال، لصرامتها في مراقبتها اللحوم، وتدخل أفراد حالوا دون استمرارها على رأس اللجنة البيطرية بالمجزرة، علما أن مجموعة المواطنين استاؤوا للطريقة التي عوملت بها الطبيبة ما فسح المجال لعصابات الذبيحة السرية ببني ملال كي تواصل إجرامها في حق المواطنين.
وينتظر المواطنون بجهة تادلة أزيلال هيكلة قطاع المراقبة الطبية، ليمارس وظيفته المتمثلة في مراقبة اللحوم إلى جانب السلطة الولائية ورجال الأمن والدرك الملكي وجميع الفاعلين في القطاع ، للحد من خطورة الذبيحة السرية وأخطارها على صحة المواطنين.