نداءات للحفاظ على سقايات مدينة بني ملال لاعتبارها إرثا ثقافيا
حسن المرتادي/ العين الإخبارية
أصدرت جمعيات من المجتمع المدني ببني ملال بيانا بعنوان “السقايات بين سخاء وجمالية الماضي وبؤس الحاضر” أشارت فيه إلى أن متتبعي الشأن الثقافي والمعماري بالمدينة، يستنكرون الضياع الذي آلت إليه المقومات الثقافية والمعمارية بالمدينة منذ عقود، لأن هذه المقومات رافعة للتراث الحضاري والمعماري رغم تعالي الصيحات والنداءات المتكررة لإيقاف هذا النزيف والحد من التراكمات السلبية في مجال البناء والتعمير، الناتج عن الإجهاز على المحيط البيئي والطبيعي وكافة الفضاءات ذات الارتباط بالتاريخ الحضاري للمدينة بسبب الجشع العمراني المقيت وغير المبرر الذي استهدف الجزء الأوفر من التراث اللامادي للمدينة.
كما أكدوا فيه أن السقايات العمومية التي كانت تعتبر كنزا من الكنوز التي جادت بها حضارة مدينة بني ملال قبل عقود من الزمن لم تسلم من هذا التهميش الممنهج ،رغم كونها إرثا تاريخيا وعمرانيا يجسد ثقافة بلدة كانت تتقاطع فيها عدة ثقافات وهويات.
وأضاف البيان، أن هذه السقايات لم تكن مجرد منشئات مائية لإرواء ظمئ الساكنة، بل صنعت مجدا تاريخيا يتميز بالتنوع الجمالي من قبيل بصمة الصانع التقليدي من زخارف ونقوش ومواد البناء المشكلة لهذه المعالم الهندسية، إضافة إلى الدقة والإتقان التي تسحر قلوب الساكنة وزوار المدينة، بل وتظل العلاقة القائمة بين الساقيات والإرث التاريخي للمدينة على المستوى المعماري، علاقة منقوشة في الافئدة كهبة إنسانية وتاريخية يصعب محوها من الذاكرة الملالية، وبصمة معمارية عصية على الإندثار.
ووده الغاضبون نداء للمسؤولين على تدبير الشأن المحلي للمدينة كي يعملوا على رد الإعتبار لجزء من حضارتنا تقاس قيمته بالذهب والماس، مطالبين بالتراجع عن نزع العدادات المائية من السقايات العمومية باعتباره القرار ارتجاليا وجائرا.
ودعوا إلى إنصاف الذاكرة الملالية ووقف مظاهر التخريب والتشويه الذي طال معالم السقايات العمومية.
إحداث سقايات جديدة، إضافة إلى العمل على ترميم السقايات القديمة بحلة تلائم طبيعتها التاريخية والحضارية واعتماد النمط الأصيل في الزخارف والأسلوب وأصالة الإبداع من حيث تصميمها وحلتها الفنية مع إحترام خصوصية المدينة التي تتميز بها في كل التجمعات السكانية والأسواق والساحات العريقة وجعل هذه المنشئات المائية العمومية محط عناية وإهتمام، سيما الحفاظ على محيطها من منسوب مياهها، وإعتماد صنابير عصرية وحديثة ذات إستعمال فوري يعزز ترشيد إستعمال الثروة المائية بمدينة الماء.
كما اعتبروا جزء كبير من السقايات ذات الحلة الأصلية جزء لا يتجزأ من الذاكرة الملالية وتاريخها ولا يمكن القبول بإقبارها مقابل ذلك فقد أكد لنا مصدر موثوق به أن المجلس البلدي قد قام بتعطيل 36 سقاية ووثق ربطها بالشبكة المائية من أصل 58 الموجودة بالمدينة، فضلا عن إزالة الحدائق بسبب التكلفة المالية والتي بلغت 900 مليون سنتيم لفائدة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، ما يشكل عبا زائلا على ميزانية الجاعة المنهكة أصلا.