حوادث

إيقاف قاتل زوجته بالفقيه بن صالح بعد مطاردة لم تدم طويلا

أحالت عناصر الضابطة القضائية بالفقيه بن صالح السبت الماضي، على أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية بني ملال متهما كان في حالة فرار بعد اقتراف جريمته ضد زوجته للنظر في التهم المنسوبة إليه” القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والفرار من مسرح الجريمة” بعد إيقافه إثر مطاردة هوليودية قضاها مختفيا المتهم مختبئا في الحقول المجاورة للمدينة في انتظار أن تحين فرصة الهروب إلى وجهة مجهولة.
وقضى سكان مدينة الفقيه بن صالح أياما حزينة بعد مقتل الضحية (س.ج) من مواليد سنة 1982، أم لثلاث بنات، بعد تلقيها طعنات غادرة أودت بحياتها مساء الثلاثاء الماضي عندما غادرت منزل شقيقتها التي زارتها بمعية ابنتها البكر (13 سنة) وكانت متوجهة نحو بيتها الذي تقطنه بأحد الأحياء المحاورة إثر انفصالها عن زوجها الذي انتزع منها بنتين في انتظار إنهاء نزاعه الأسري.
 وكانت الضحية تقدمت بشكاية ضده تطالب فيها المحكمة بإنصافها ووضع حد لزواج لم يخلق لها إلا المتاعب مع زوجها الذي قرر قتلها ليتخلص من المشاكل التي ترتبت عن زواجه الفاشل بعد بروز خلافات أسرية أدت إلى الانفصال عن بعضهما، قبل أن تدينه المحكمة الزوج بالحبس للإكراه البدني لعدم قدرته على توفير مبلغ ثمانية ملايين سنتيم خاصة بالنفقة.
ولم تكن تعتقد الضحية تدري أن نهايتها حانت بعد توديعها أختها التي استقبلتها في بيتها ساعات طويلة، إذ اعترض طريقها زوجها (ع.ت) بائع جائل من مواليد سنة 1978، كان في حالة هستيرية قبل أن يشهر سكينا طويلة طعن بها الضحية طعنات في صدرها وبطنها وظهرها، كانت كافية لتسقطها أرضا جثة هامدة بعد أن نزفت منها كميات من الدم، ولم تحل صرخات الاستعطاف التي أطلقتها بنتهما البكر دون تنفيذ جريمة مكتملة الأركان، ليواصل المتهم ضرباته  الغادرة دون رحمة ولا شفقة.
وأفادت مصادر مطلعة، أن صرخات الضحية أثارت انتباه بعض المارة وسكان الحي المجاور الذين طاردوا الجاني، لكن لاذ بالفرار إلى أحد شوارع المدينة قبل أن يمتطي دراجة هوائية استولى عليها في غفلة من صاحبها، واتجه تحو منزله ليحتمي به مستغلا انشغال العناصر الأمنية التي حضرت إلى مسرح الجريمة للقيام بالتحريات الأولى وجمع المعلومات والمعطيات التي تقود إلى مرتكب الجريمة.
وأضافت مصادر متطابقة، أن الجاني ارتدى ملابس جديدة للتمويه وحلق لحيته وشاربه لتغيير معالم هويته وتسلل بعدها إلى الشارع، ليمتطي حافلة للنقل العمومي رغبة منه  في مغادرة المدينة والاستقرار في مكان آمن بعيد عن أعين رجال الأمن الذين ظلوا يقتفون أثره.
وأجرت عناصر الشرطة بالفقيه بن صالح تحريات دقيقة لإيقاف المتهم الذي اختفى عن الأنظار، قبل أن تصدر أوامر مستعجلة لتكثيف الدوريات الأمنية التي توصلت بمعلومات دقيقة عن هوية المشتبه فيه، ليتم إغلاق مداخل ومخارج إقليم الفقيه بن صالح ومحاصرة الجاني الذي بدت عليه حالة ارتكاب واضحة بعد أن علم بمقتل الضحية.
وتمكن الجاني بدهائه أن يخترق الطوق الأمني المضروب على المدينة، واختار الهروب عبر المسالك المتربة  بمحاذاة ضفاف نهر أم الربيع التي وفرت له ملاذا آمنا قبل أن يقرر الاختباء بأحد حقول الزيتون المجاورة في انتظار أن تحين الفرصة للهروب إلى مكان بعيد عن أعين رجال الأمن.
ولم تدم لحظات هروب الزوج القاتل طويلا، إذ تمكنت فرق الأمن التي طاردته أن تحاصره في أحد الحقول بعد أن اختار الاختباء داخل بئر،  ليتم انتشاله بواسطة حبل ووضعه تحت تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث، والاستماع إلى أقوال ابنته التي مازالت تحت تأثير وقع الصدمة التي عاشتها لحظة تنفيذ جريمة القتل ضد والدتها التي كانت برفقتها.
وتبيت بعد تدوين تصريحات المتهم، أن الزوجين كانا في نزاع أسري مستمر ما أدى بهما إلى الانفصال عن بعضهما وأذكى روح الخصام بينهما الأمر الذي لم يستسغه زوجها الذي اختار التخلص من زوجته وإنهاء حياتها رغبة منه دفن ماض ظل يعذبه كثيرا.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى