أخبار جهوية

احتجاجات ساكنة آيت بوكماز من أجل مطالب اجتماعية

العين الإخبارية

في مشهد تراجيدي يعكس حجم المعاناة والإصرار على إبلاغ المعاناة إلى الجهات لوصية، تواصل ساكنة آيت بوكماز مسيرتها نحو بني ملال، رغم الصعوبات المناخية التي تعرفها المنطقة لإسماع أصوات مواطنين لم يلقوا إلا التهميش والحرمان من أبسط ضروريات الحياة، علما أن مناطق أخرى بالمنطقة تحظ برعاية منتخبيها الذين يغدقون عليها بما تجود عليهم برامج المبادرة الوطنية أو مشاريع أخرى يتم تنزيلها في غياب العدالة المجالية بين المناطق الجبلية.

 وانطلقت المسيرة الاحتجاجية الغاضبة التي تضم آلاف المحتجين الذين قطعوا في رحلتهم الأولى أكثر من 30 كيلومترا، يقودهم أمل الخروج من حالة الانتظار التي تعيشها ساكنة آيت بوكماز التابعة ترابيا لإقليم أزيلال، وذلك للاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المزرية التي تعيشها المنطقة منذ سنوات، ورغم النداءات المتكررة للساكنة للالتفات إلى شبابها والعناية بمرافقها المنعدمة، لم تلاق الساكنة إلا الإهمال والتهميش.

وتشهد المسيرة الغاضبة مشاركة رئيس جماعة تبانت، خالد تي

كوكين، الذي يظهر أمام الحشود في الصفوف الأولى إلى جانب العديد من المواطنين، في خطوة لاقت استحسان الساكنة التي وجهت رسالة قوية للمسؤولين للتعبير عن عمق الأزمة الاجتماعية التي تعيشها المنطقة المحرومة من وسائل العيش الكريم، ناهيك عن تفشي البطالة في صفوف الشباب.

وتحاول السلطات الإقليمية مدعومة بعناصر الدرك الملكي الحيلولة دون مواصلة المحتجين ساكنة مسيرتهم إلى بني ملال، لكن دون جدوى بعد طفح الكيل، إذ عقد المحتجون صباح اليوم لقاء مع قائد المنطقة الذي أخبرهم بتلبية مطالبهم، وأنصت إلى مطالبهم في جو من الحوار والمسؤولية، لكن عدم الثقة لتي تشكلت في النفوس بعد وعود عرقوبية سابقة، دفع أعدادا من المحتجين إلى مواصلة المسير إلى مقر ولاية بني ملال.

ويفضل المحتجون الذين باتوا ليلتهم الأولى بآيت امحمد في العراء وتحت رحمة لسعة العقارب، قبل أن يتم نقل أحد المحتجين للمستشفى الإقليمي بأزيلال، لتلقي العلاج بعد إصابته بلسعة عقرب، يفضلون  مواصلة المسيرة إلى حين وصولهم إلى مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، بدلًا من عمالة أزيلال، في محاولة منهم لإسماع مطالبهم للوالي بعد أن سئم المواطنون من سياسة الإعراض ونهج سياسة الآذان الصماء والتهميش، علما أن ملف مطلبهم لا يتعدى حدودا اجتماعية ليس إلا ويتعلق الأمر، بفك العزلة عبر توفير شبكة طرقية محترمة، وتوفير التغطية عبر تقوية شبكة الأنترنت، تحسين خدمات الصحة والتعليم، وتوسيع الطريق نحو أزيلال عبر تيزي نترغيست وآيت عباس، وإلغاء رخص البناء في المناطق النائية وتعيين طبيب رئيسي في المركز الصحي وبناء ملعب لكرة القدم.

ورددت ساكنة منطقة آيت بوكماز التي خرجت محتجة بعد سنوات من الصبر والتهميش إسماع صوتها للمسؤولين الجهويين بعد أن بئسوا من حل مشاكلهم الإقليمية منذ سنوات، شعارات تندد بالوضع التنموي المتردي، مطالبة بفتح المسالك الطرقية، وتحسين الخدمات وتعزيز البنية التحتية في هذه المنطقة الجبلية التي تُعد من أجمل الواحات الطبيعية في المغرب، لكنها تعاني من تجاهل رسمي مزمن. 

وفي انتظار تفاعل السلطات مع مطالب الساكنة، يجمع المتتبعون على أن هذه المسيرة قد تشكل منعطفًا جديدًا في علاقة المواطن الجبلي بالإدارة الترابية، وتعيد تسليط الضوء على هوامش المغرب العميق، الذي لم يتم إنصافه بعد رغم أدواره الكبيرة في مسيرة تحرر الوطن من ربقة الاستعمار الأجنبي. سعيد فالق

                                                                                            

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى