كرة القدم

الفقيه بن صالح: ” محسن لكوايري” وسط ميدان دفاعي… لا عب مهاري ذو أخلاق عالية داخل وخارج الميدان

حبيب سعداوي

بإستحضارنا للماضي، لابد لنا من التوقف والتمعن مليا في حاضر فريق الاتحاد الرياضي للفقيه بن صالح ، لإستشراف مستقبله، إن واقع الحال يؤكد جملة من الإكراهات التي تحول دون التوقيع على إنطلاقة جيدة والسير قدما بالمسيرة الكروية للفريق التي لاتبرح مكانها بالأقسام المشرفة، حيث لطالما حلم الغيورون على الفريق بصعوده إلى القسم الأول لكن دون جدوى، وهنا يذكر صعود وهبوط الفريق ،عملية مد وجزر خلال فترات متفرقة في أقسام مختلفة، ولم يتمكن من الحفاظ على مكانته الاولى والدفاع عن حظوظ الصعود إلى أقسام مشرفة، وفي قراءة سريعة حول الوضعية التي ساهمت في النتائج المذكورة يتضح غياب نهج سياسة الاهتمام بالمجال الرياضي بالمدينة.وبما ان الماضي يضيء الحاضر، قررنا في هذه الحلقة ان نستضيف في لقاء نجوم في الذاكرة لاعب شاب لازال يلعب بالاتحاد الرياضي للفقيه بن صالح ، وذلك لتسليط الضوء على الوضعية التي يوجد بها الفريق حاليا ، إسم غني عن التعريف، شخصية رياضية معروفة ، إذ يعتبر من أبرز اللاعبين الذين يلعبون في صفوف الفريق العميري حاليا ، لمع اسمه كوسط ميدان دفاعي” ظهير أيمن وأيسر” لما يمتاز به من مهارات وتقنيات عالية ، ولطريقة لعبه المتميزة في تدخلاته الدفاعية وحراسته الفردية التي تربك المهاجمين .

إنه محسن لكوايري 33 سنة إبن مدينة الفقيه بن صالح ، بدايته الكروية كانت بأزقة واحياء المدينة ، داعب الكرة صحبة أصدقاء الطفولة، ليلتحق بعد ذلك بفرق البطولة المدرسة مع إعدادية إبن خلدون تحث اشراف المايسترو الأستاذ ” جيلاني صقري ” ، هذه المرحلة مهمة في مسيرة محسن الكروية ، حيث تعلم فيها الشيء الكثير من مهارات و تقنيات فردية هائلة ، حيث يرجع الفضل إلى العديد من الأطر الرياضية التي شجعته على الاستمرارية حتى وصل إلى الهدف المنشود ، ألا وهو اللعب بفريق الإتحاد الرياضي للفقيه بن صالح .

فاز محسن رفقة فريقه المدرسي والأستاذ صقري بالبطولة الوطنية مرتين، ونهائي كأس دانون للأمم، تدرج محسن في الفئات الصغرى لفريق أطلس 05 صغار وفتيان ، ليلتحق بعد ذلك بشبان الاتحاد الرياضي للفقيه بن صالح، بعدها مباشرة بالفريق العميري المحلي كبار .لعب محسن في صفوف النادي القنيطري لسنتين ، وبفريق شباب قصبة تادلة لنفس المدة ، ليلتحق بعد ذلك بيوسفية برشيد سنة 2013 ، ورجاء بني ملال سنة 2014 ، ليستقر منذ 2015 بفريقه الام الإتحاد الرياضي للفقيه بن صالح إلى يومنا هذا بعد سنة من اللعب في صفوف أمل سوق السبت .محسن لكوايري حقق الصعود مع الاتحاد الرياضي من الهواة 2 إلى الهواة 1، والصعود مع شباب قصبة تادلة إلى البطولة الاحترافية؛ تلقى محسن عدة عروض لم تكلل بالنجاح، حيث كان حب الفريق الام له تأثير كبير كسائر اللاعبين الذي تعاقبوا على الفريق، هاجس حب لقبيلة كان دائما حاضرا ، مما حال دون اكتمال مسار موفق لمحسن، ومن أهم العروض الذي تلقاها، عرض الرجاء والوداد وحسنية أكادير أولمبيك خريبكة والمغرب التطواني وفريق الكويت الكويتي.لعب محسن في صفوف الاتحاد الرياضي الفقيه بن صالح في سن 17 سنة ، وذلك بفضل المدرب الدولي السابق أحمد نجاح ، كما لعب في القسم الوطني الأول بفضل الإطار الوطني السيد منير الجعواني ، تعاقب على تدريب محسن طيلة مسيرته الكروية اطر كبيرة ، امثال نجاح ولعزيز والجعواني ويومير وكركاش والشريف والصديقي والساخي والزياني وفخر الدين وخيري وكوار وسهيل وزوران والسلامي واللوزاني ، محسن حاصل على دبلوم التدريب من نوع c.caf ، من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والاتحاد الافريقي ” الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ” .محسن المدافع عن الفريق داخل وخارج الملعب يناشد من هذا المنبر المسؤولين على الشأن المحلي باقليم الفقيه بن صالح الى الالتفاتة لهذا الفريق الذي كان يعتبر من اعتد الفرق الوطنية، وكان رمز للرياضة والرياضيين بجهة تادلة أزيلال انذاك، مطالبا بجدية في التسيير والتدبير، ومكتب في المستوى المطلوب يضم أعضاء أبناء الميدان، لهم دراية كاملة في كرة القدم، كما طالب محسن أيضا بفصل السياسة عن الكرة ، حتى تعيد الفرقة حياتها الأولى.محسن يلعب الآن مع فريق الإتحاد الرياضي كبار، كما يسير ويلعب ايضا مع نفس الفريق داخل القاعة ، ويتقلد مهام مؤطر ومسير بمدرسة الفقيه بن صالح لكرة القدم ، وهي جمعية رياضية تنشط بمدينة الفقيه بن صالح يسييرها مجموعة من اللاعبين القدامى لفريق الاتحاد الرياضي العريق ، تتوفر على أزيد من 300 ممارس (6 فئات).وتعتبر مدرسة الفقيه بن صالح لكرة القدم أحد أبرز المدارس الكروية الحديثة بالإقليم ، تأسست في موسم 2014/2015 ، تديرها وتسير شؤونها الإدارية والمالية جمعية مدرسة كرة القدم بالفقيه بن صالح الذي يترأسها الحارس اتحاد الفقيه بن صالح سابقا السيد هشام عباس.أستطاعت هذه المدرسة أن تفرض مكانتها في الساحة الرياضية في ظرف وجيز، بالرغم من عدة إكراهات منها المادية والمعنوية ، وحرمانها من ملاعب عمومية من طرف المجلس البلدي ، كما استطاعت أيضا بفضل برامجها المتميزة التي تسطرها ٱلإدارة التقنية خلال كل موسم رياضي أن تنجب لاعبين متألقين ، حيث تقوم بتنظيم دوريات جهوية ووطنية ، في مختلف الفئات العمرية ؛ إضافة إلى مشاركاتها في دوريات وبطولات جهوية ووطنية٠كما يقوم مؤطرو المدرسة بمجهودات جبارة في الرقي من مستوى تأطير الأطفال من خلال تكوينهم تكوينا بيداغوجيا تستجيب لمعايير ومتغيرات الكرة العصرية . ورغم الإكراهات الكبيرة التي تعيشها المدرسة منها ما هو مادي ، “بغض النظرعن دعم المجلس الإقليمي ” ، وحرمانها من الفضاءات الرياضية بالرغم من وجودها ،فإن المشرفين عليها يطمحون لجعلها اكبر المدارس الكروية ليس فقط على مستوى المحلي بل حتى على مستوى الجهوي والوطني.فسياسة التشبيب التي استطاعت الجمعية أن تنجب 16 لاعبا من مختلف الفئات العمرية هم اليوم يلعبون بفرق مختلفة بالمملكة واحد منهم بفريق إشبيلية الإسباني ، وأربعة لاعبين في صفوف الاتحاد الرياضي للفقيه بن صالح حاليا ، والإعتماد على الفئات الصغرى التي تعد الضمانة الوحيدة للمستقبل، هي التي باتت معتمدة الآن من طرف مدرسة الفقيه بن صالح الكروية ، بالرغم من قلة العتاد والدعم المالي الكافي والمعنوي…مجهودات جبارة باتت تضحي بها مجموعة من الأطر الرياضية بالمدينة بضعف الموارد المالية ، وفي ظل غياب محتضن قار من شأنه أن يدعم مجموعة من الأفكار التي من شأنها أن تساهم في إقلاع حقيقي للفريق وإعادة الإعتبار إليه. وبخصوص البنيات التحتية فهي تشكل حاليا إكراهات إضافية لوضعية المدرسة الكروية العميرية ، والمتمثلة في كون المدرسة لا زالت تكتري الملاعب الرياضية لتدريب اللاعبين بمختلف الفئات العمرية ، سواء منها الملاعب التابعة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي ، وملاعب القرب التي صرفت عليها أموال الشعب من أجل هذا الغرض ، …هو شيء مضحك يعاكس الحقيقة عندما نتكلم عن تشجيع الرياضة بالمغرب ومساهمتها في التنمية ، والأموال العامة التي خصصت لها من أجل النهوض بها ، وخلق فرص لملأ أوقات فراغ شباب يعشق الرياضة ، قبل أن يرمي به الملل إلى الشارع وبالتالي الانحراف الأخلاقي ، فيجب على المسؤولين عن الشأن المحلي بالفقيه بن صالح القيام بهمم الشباب وطاقاتهم، فهم عماد المجتمع وأسباب رفعته ، وهم صناع كرامته وعزته، فالشباب بما يملكونه من فتوة وقوة قادرين على توجيه طاقاتهم وقدراتهم لنفع الوطن وخدمته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى