المنون تخطف المناضل والأديب أحمد طليمات، وتطفئ شمعة أضاءت عتمة مرحلة من تاريخ المغرب

انتقل إلى عفو الله عن عمر يناهز 75 سنة، صباح اليوم الإثنين، الأديب والمناضل أحمد طليمات، بعد وعكة صحية مباغتة ألمت به أخيرا، ورغم محالات إسعافه أسلم الروح إلى باريها مخلفا حزنا عميقا في نفوس أصدقائه ومعارفه.
وفقدت الأسرة الثقافية والأدبية والإعلامية بمراكش والمغرب عموما، أحد أبنائها ورموز النضال الذين تحملوا الآلام من أجل بناء مغرب حداثي ديموقراطي يسع لكل أبنائه ، إذ كرس إبداعاته خلال عقود من الزمن، وتحديدا منذ أواخر الستينيات من القرن الماضيلكتابة الشعر، القصة والرواية لخدمة بلده الذي كان ينبعث من رماد في مرحلة اتسمت بمواجهة كل أصوات الحرية التي تنادي بمغرب جديد، انضم طليمات إلى أسرة تحرير مجلة “الاختيار” التي كانت تترأسها الشاعرة والأديبة المراكشية مالكة العاصمي منذ سنة 1973.
جمع الفقيد بين الكتابات الأدبية والنضال السياسي، مجسدا مقولة غرامشي حول المثقف العضوي الذي لا يتردد في مناصرة المستضعفين، وغذى تجربته السياسية بانتسابه إلى منظمة 23 مارس، وبعدها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي التي تحمل فيها مسؤوليات وطنية ومحلية، كما يعد عضوا بالمجلس الإداري لمركز التنمية تانسيفت وعضوا نشيطا في لجنته الثقافية.
ولد أحمد طليمات سنة 1945 بمدينة مراكش، واشتغل مدرسا في قطاع التعليم العمومي، منذ أواخر ستينات القرن العشرين وهو يكتب وينشر في المنابر الثقافية للصحافية المغربية: العلم، المحرر، أنوال….
انتسب الأديب أحمد طليمات إلى اتحاد كتاب المغرب إسنة 1973، وتحمل الأديب إلى جانب نشاطه الثقافي الرحب والزاخر، مسؤوليات نقابية وسياسية، انطلاقا من انتسابه إلى أسرة اليسار الراديكالي المغربي منذ بدايات سبعينات القرن الماضي.