تربويات

الموارد الرقمية الخاصة بمسلك الجذع المشترك علمي بلغت 396 موردا، وإنتاج 306 من الموارد الرقمية الموجهة للبث التلفزي

أجرى الحوار سعيد فريكس

*ما هي مساهمة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة في إنجاح عملية التعليم عن بعد برسم الموسم الدراسي الماضي بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، والموسم الدراسي الحالي؟

لقد عملت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والمديريات الإقليمية وكافة الأطر الإدارية والتربوية والتقنية، منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية للحد من تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد 19) ببلادنا، على التعجيل بتوفير خدمات بديلة تضمن الاستمرارية البيداغوجية، بعد توقف الدروس الحضورية بالمؤسسات التعليمية، وهو ما استلزم اتخاذ إجراءات استعجالية لإنتاج موارد رقمية ودروس مصورة لفائدة التلميذات والتلاميذ بمختلف المستويات التعليمية، تنضاف للموارد الرقمية التي تتوفر عليها الوزارة، وذلك بهدف ضمان الاستمرار في التحصيل الدراسي.

و تم العمل على استثمار الإمكانيات الذاتية والكفاءات التي تزخر بها المنظومة التربوية، وتعبئة الشركاء والفاعلين من أجل ضمان حق المتعلمات والمتعلمين في التمدرس. في هذا السياق تم تشكيل لجن وطنية وجهوية وإقليمية متعددة الكفاءات (تربوية وإدارية وتقنية) سهرت على إعداد وإنتاج الدروس المصورة والموارد الرقمية، وقد ساهمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، من جهتها، في إعداد وإنتاج أزيد من 702 موردا رقميا. و بلغت الموارد الرقمية الخاصة بمسلك الجذع المشترك علمي396 موردا رقميا تم وضعه رهن إشارة التلميذات والتلاميذ بمسطحة Telmidtice ، في حين تم إنتاج 306 من الموارد الرقمية الموجهة للبث التلفزي عبر القنوات الوطنية، بالإضافة إلى إنتاج كبسولات إعلامية لتأمين خدمات الإعلام والاستشارة عن بعد في مجال التوجيه المدرسي والمهني والجامعي، والتواصل مع التلميذات والتلاميذ عبر شبكات التواصل الاجتماعي، سواء بإحداث صفحات تفاعلية، أو بث مباشر لمداخلات أطر التوجيه التربوي ومتدخلين عن قطاعي التكوين المهني والتعليم العالي.

ولضمان استفادة المتمدرسين من المضامين التربوية، عملت الوزارة على تعبئة قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (الثقافية، والأمازيغية، والرياضية والعيون)، وسهرت على توفير منصة إلكترونية Telmidtice تحتوي على آلاف الموارد الرقمية الخاصة بجميع الأسلاك والمستويات، ووضعتها رهن إشارة المتعلمات والمتعلمين مجانا بمساهمة من شركات الاتصالات. بالإضافة إلى استثمار ما تتوفر عليه من إمكانات تقنية، وتنظيم حصص دراسية عبر الأقسام الافتراضية التي تم إحداثها، والتي مكنت من التواصل المباشر بين الأطر التربوية والمتعلمين، وكذا جميع وسائل التواصل المتاحة. بالإضافة إلى توزيع كراسات للدعم التربوي والتعلم الذاتي تهم اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية، مجانا، على مليون تلميذ(ة) يتابعون دراستهم بالمستويات الستة للسلك التعليم الابتدائي بالمناطق النائية بالمجال القروي والمناطق ذات الخصاص بجميع أنحاء التراب الوطني، وذلك خلال الأسبوع الأخير من شهر ماي 2020، وأتى هذا الإجراء في إطار ضمان الانصاف وتكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ، حيث شكلت دعامة تربوية جديدة للتلاميذ الذين وجدوا صعوبة في متابعة الدروس عن بعد وذلك من أجل دعم مكتسباتهم وتعلماتهم.

وجدير بالذكر أن تنوع الإجراءات المتخذة منذ شهر مارس الماضي لضمان الاستمرارية البيداغوجية، ساهم بشكل كبير في إنجاح تجربة التعليم عن بعد، سواء من خلال استثمار مختلف الوسائل التكنولوجية المتاحة للسادة الأساتذة لتقديم دروس عن بعد لتلاميذهم والتفاعل معهم، وبث الدروس عبر القنوات التلفزية لتوسيع الاستفادة، كما أن انخراط الأسر بشكل إيجابي، من خلال مواكبتهم وتتبعهم لبناتهم وأبنائهم، يشكل لا محالة، ضمانات إضافية لإنجاح عملية التعليم عن بعد.  

ولترصيد التجارب الناجحة، فقد قامت الوزارة بفتح استشارات موسعة لتقييم تجربة التعليم عن بعد واستطلاع الرأي بشأن انتظارات الأسر والتلاميذ، وذلك بهدف  تجاوز النواقص المسجلة، وتطوير التعليم عن بعد باعتباره أحد الوسائل الحديثة في التعليم، التي تشهد اهتماما متزايدا.  إذ تم التنصيص عليه في القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي في المادة 33 من الباب الخامس، من خلال الدعوة إلى تعزيز إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النهوض بجودة التعلمات وتحسين مردوديتها، وإحداث مختبرات للابتكار وإنتاج الموارد الرقمية وتكوين مختصين في هذا المجال، وتنمية التعلم عن بعد، باعتباره مكملا للتعلم الحضوري، وتنويع أساليب التكوين والدعم الموازية للتربية المدرسية والمساعدة لها، وإدماج التعليم الإلكتروني تدريجيا في أفق تعميمه ما يستلزم تعبئة وطنية لتوفير الآليات اللوجستية والبيداغوجية اللازمة، وتعزيز التكوين الأساس والمستمر، من أجل إنجاح تجربة التعليم عن بعد، وجعله دعامة لمدرسة المستقبل.

ولإنجاح الدخول المدرسي الحالي 2021-2020، فقد تم استثمار خلاصات عملية تقييم المرحلة الأولى من التعليم عن بعد للموسم الماضي، حيث تم العمل على تجويد خدمات التعليم عن بعد كما ونوعا، إذ تم انطلاق التحضير لهذا الموسم منذ شهر يوليوز الماضي من خلال إعداد الإطار المرجعي التربوي الخاص بدروس المراجعة والتثبيت، وبدء إعداد وإنتاج الدروس المصورة الخاصة بالمراجعة والتثبيت والدروس العادية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تنبيه: blote tieten

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى