أخبار جهوية

سكان آيت عبدي يتراجعون عن مواصلة مسيرتهم الاحتجاجية بعد وعود من عامل إقليم أزيلال

 

خفت حدة غضب جموع سكان منطقة زركان آيت عبدي بجماعة زاوية أحنصال بعد الاستقبال الذي خصهم به عامل إقليم أزيلال امحمد العطفاوي صباح الثلاثاء الماضي، والذي حال دون مواصلة مسيرتهم الاحتجاجية مشيا على الأقدام، كانت نظمت قبل أربعة أيام باتجاه ولاية بني خنيفرة للاحتجاج على عدم تلبية مطالبهم وتنفيذ عدد من الوعود كان قطعها مسؤولون محليون وإقليميون على أنفسهم لتحسين أوضاعهم الاجتماعية.
وأعاد السكان الغاضبون على مسامع عامل الإقليم لائحة مطالبهم المتمثلة أساسا في العيش الكريم وشق طريق يربط بين تفراوت ومنطقة تزركان فضلا عن مركز صحي، وربط منازلهم بالماء الصالح للشرب وشبكة الكهرباء وتجهيز المستوصف الصحي مع توفير دار الولادة لتخفيض نسبة الوفيات وكذا سيارة الإسعاف لإنقاذ المرضى وتمكين تلاميذ المنطقة من سيارة خاصة للنقل المدرسي.
وكان سكان زركان آيت عبدي  نددوا في مسيرتهم الاحتجاجية التي نظمت الأسبوع الماضي بالحصار المضروب على دوارهم، مؤكدين في شعارتهم التي رفعوها، أثناء مسيرتهم نحو عمالة إقليم أزيلال، انهم عازمون على إسماع أصواتهم لولي جهة بني ملال خنيفرة محمد دردوري بعد طول انتظار كي تتدخل الجهات المسؤولة محليا واقليميا لتلبية مطالبهم الاجتماعية سيما أنها كانت محط احتجاجات واعتصامات وشكايات سابقة، لكن لم يتحقق منها أي شيء وظهر زيف الوعود الكاذبة.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المسيرة الاحتجاجية، شارك فيها حوالي 200 شخص حملوا لافتات تلخص معاناة أفراد القبيلة اليومية ومطالبهم الملحة، إذ عزموا على الاتجاه صوب مدينة الرباط قبل التوقف أمام مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة  للقاء الوالي بعدما سئموا من وعود المسؤولين باقليم ازيلال.
وقطع  المحتجون  مسيرة يوم كامل سيرا على الأقدام، وأدركهم الليل بمركز جماعة تيلوكيت بإقليم أزيلال، ليواصلوا رحلة المشي صبيحة يوم الاثنين الماضي باتجاه مدينة واويزغت أملا في الوصول إلى مدينة بني ملال لإسماع صوتهم أملا في إيجاد حل لمشاكل أفراد القبيلة.
  وألح السكان المحتجون، على فك طوق العزلة عنهم ورفع التهميش عن المنطقة بانجاز الطريق الموصلة للدوار” أبريد” لتخليص ساكنتها من الويلات جراء غياب مسالك طرقية، وتوفير الحد الأدنى من شروط الولوج للخدمات الأساسية كالصحة وتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب والكهرباء.
وهدد السكان الغاضبون باللجوء إلى أشكال جديدة من الاحتجاج بعد أن اقتصرت تحركاتهم على التظاهر فقط في محاولة منهم للضغط على المسؤولين للاستجابة لمطالبهم التي تعد “الطريق” مطلبا أساسيا علما أن الجهات المسؤولة إقليميا قدمت وعودا لكن دون أجرأتها، غير أن إحساس الغاضبين بعدم جدوى وعود السلطات وعدم استجابتها لتطلعاتهم وآمالهم، قرروا تنظيم المسيرة الاحتجاجية مشيا على الأقدام  لإسماع صوتهم إلى والي جهة بني ملال خنيفرة سيما أن منطقتهم لا تتوفر على طرق تربطهم بالعالم الخارجي، في غياب تام للمرافق الأساسية والتجهيزات الضرورية ما أسهم في تدني الخدمات وبالتالي تزايدت معاناة السكان وارتفعت نسبة وفيات الرضع والنساء الحوامل.
وعبر سكان جماعة زركاني  المشاركون في  الاحتجاج عن استيائهم بعد أن ملوا الوعود الكاذبة التي كانت تقدمها الجهات المسؤولة لهم، إذ مازالت المنطقة  تعيش في  عزلة تامة بسبب غياب مسالك طرقية ناهيك عن أبسط التجهيزات الضرورية التي تضمن أدنى الشروط الإنسانية.
  وأضاف المصدر ذاته، أن سكان دوار زركان أصبحوا منعزلين عن العالم لغياب وسائل النقل ما يتسبب من حين لآخر في بعض الوفيات في صفوف النساء والأطفال والمرضى خاصة الحوامل منهن، سيما عندما تعجز قابلات الدوار عن إنقاذ المرأة ويكون الحل نقل المريضة إلى أقرب مستوصف لإنقاذ حياتها، لكن انعدام وسائل النقل  يدفع الأسر إلى  حملها على نعش الموتى من طرف أربعة أشخاص من الدوار أو أكثر، لبلوغ أقرب منطقة من الطريق المعبدة بعد قطع مسافات طويلة في انتظار مرور وسيلة نقل تحملها إلى المستشفى الإقليمي. لإنقاذ حياتها.
 كما أن نذرة الماء الصالح للشرب يشكل خطرا على استقرار الساكنة التي تعتمد على تربية الماشية، إضافة إلى مشاكل الكهرباء وتدني الخدمات الضرورية بالمنطقة، فرغم محاولات الجهات المسؤولة تلبية بعض المتطلبات الضرورية، إلا أن بعد المسافة وصعوبة الولوج للمنطقة بسبب التضاريس الوعرة يضاعفان معاناة الأسر التي تزداد محنتها خلال التساقطات الثلجية.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى