أخبار جهويةحوادث

غاز البوتان يتسبب في وفاة عائلة بالكامل بمدينة قصبة تادلة

لقي ثلاثة  أفراد من عائلة واحدة ( زوج و زوجة وابن رضيع في الشهر الخامس) مصرعهم نهاية الأسبوع الماضي، في حين نجت طفلة وحيدة، في الحادية عشرة من عمرها، من موت محقق بعد نقلها إلى المستشفى العسكري بالرباط بمعية أفراد أسرتها  لتلقي العلاجات بعد إصابتهم بحروق بليغة إثراندلاع حريق بمنزل والديها بأحد الأحياء العشوائية بقصبة تادلة. وأفادت مصادر مطلعة، أن قنينة غاز انفجرت عندما كان الزوج يحاول وقف تسرب غازي من قنينة غاز من الحجم الصغير نجم عنه اندلاع النيران في محرك آلة التبريد التي كان يشغلها الضحية بواسطة غاز البوتان لعدم ربط منزله  بالكهرباء والماء.

والتهمت النيران أثاث المنزل، وأحرقت الزوجة التي كانت بصدد تحضير وجبة الإفطار لأفراد

عائلتها، وظل الزوج يصارع الموت بعد انفجار قنينة الغاز بين يديه بعد إصابته، وتدخل الجيران لإنقاذ الأطفال وإبعادهم عن الخطر الذي أصبح يهدد أسرة بكاملها بعدما انتشر غاز البوتان في كل أنحاء المنزل إثر انكسار سدادة القنينة ما قلل من فرص نجاة المصابين الذين أصيبوا بحالة إغماء لهول قوة الانفجار الذي ضرب البيت كاملا.

ونقل الضحايا على متن سيارات إسعاف إلى المستشفى المحلي مولاي إسماعيل قصبة تادلة لتلقي الإسعافات، لكن ضعف الخدمات وقلة الأطر والمعدات الطبية، حتم على المسؤولين بالمستشفى نقل المصابين الأربعة  إلى المستشفى الجهوي ببني ملال لإنقاذهم من موت محقق.

ونظرا لخطورة الإصابات وتردي الحالة الصحية للضحايا الأربع، تم نقلهم إلى المستشفى العسكري بالرباط لتلقي العلاجات اللازمة سيما أنه يتوفر قسم خاص بالحالات المصابة بجروح من الدرجة الثالثة.

وغم الإسعافات التي قدمت للضحايا، لم يتمكن المسعفون من إنقاذ حياة المرضى الثلاثة الذين دخلوا مرحلة الحرج بعد أن تفاقمت أحوالهم الصحية جراء هدر وقت طويل في نقل المصابين نحو المراكز الصحية الثلاث، فضلا عن طول الفترة الزمنية التي قضاها الضحايا على متن سيارة إسعاف بعد نقلهم من مكان الحريق إلى المستشفى المحلي بقصبة تادلة وإلى المستشفى الجهوي ببني ملال وأخيرا إلى مدينة الرباط.

وأضافت مصادر متطابقة، أن المصابين الأربعة دخلوا مرحلة صحية حرجة بعد أن تمكنت الجروح منهم، وإصابتهم بحروق من الدرجة الثالثة، وفق ما أكده مصدر طبي عاين حالة المصابين، مؤكدا أن عامل الوقت والجوع أفقد المصابين قوتهم ما ساهم في تدهور أحوالهم الصحية بمجرد وصولهم إلى المستشفى العسكري.

ورغم العناية التي أبداها فريق طبي واكب الحالة الصحية للمرضى الذين تم وضعهم بغرف العناية المركزة بالمستشفى العسكري بالرباط ، أسلم ثلاثة مصابين روحهم باريها واحدا تلو الآخر السبت الماضي، في حين نجت الطفلة سلمى 11 سنة من الموت جراء إصابتها بجروح وصفت بغير الخطيرة، علما أنها غادرت المنزل أثناء اندلاع الحريق، ولم تتمكن النيران من جسدها، وما ومازالت الصغيرة ترقد بالمستشفى العسكري في انتظار تحسن أحوالها وإخضاعها لعملية جراحية.

وترقد الطفلة سلمى في المستشفى يحذوها أمل رؤية والديها اللذين ووريت جثتيهما الثرى ، دون أن تعلم لحد الساعة بنبأ وفاة جميع أفراد عائلتها، ويرجح أن يتم إخبارها عن طريق طبيب نفسي علما أن المصالح الاجتماعية التابعة للقوات المسلحة الملكية تكفلت بالطفلة ضمانا لمستقبلها فضلا عن مساعدتها على التأقلم مع الحياة بعد أن فقدت عائلتها.

وسبق للعائلة نفسها التي تتحدر من مدينة صفرو، وتقطن بمدينة قصبة تادلة، أن فقدت إثنين من أبنائها دفعة واحدة في حادثين سابقين، أحدهما كان أصيب بارتفاع شديد في درجة الحرارة، لكن الطاقم الطبي بالمستشفى الجهوي ببني ملال طمأن عائلته عن حالته الصحية لكن  فارق الحياة في ظروف غامضة، أما الابن الثاني فأصيب بسرطان في الكلي عجل بوفاته على سن الثانية من عمره بإحدى المصحات بمدينة مراكش.

عبد الؤرحيم ملوكي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى