أخبار جهويةحوادثوطنية

قاضي التحقيق ببني ملال يستمع إلى المتهمين في ملف خديجة

العين الإخبارية /متابعة

باشر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف ببني ملال، أمس الخميس، أولى جلسات الاستماع إلى إثنا عشر متهما بالاعتداء الجنسي على خديجة بأولاد عياد، بحضور المشتكية نفسها وولي أمرها، مؤازرة بدفاعها الذي اشتكى تعرضه لمضايقات أسر المتهمين، الذين اعتبروا ما حيك ضد أبنائهم مؤامرة من صنع المشتكية.
وحدد قاضي التحقيق تاريخ العاشر من شهر أكتوبر الجاري للاستماع التفصيلي لكافة المتهمين الذين حضروا الجلسة التمهيدية في حالة اعتقال، مؤازرين بدفاعهم الذي أعطى تصريحات لوسائل الإعلام التي حضرت بكثافة، مؤكدا إيمانه أن القضاء وحده الكفيل بإظهار حقيقة الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له المشتكية، سيما أن تفاصيل التقرير الطبي التي أشرفت عليه لجنة طبية مختصة بالدار البيضاء، عاينت الحالة النفسية لخديجة الثلاثاء الماضي، وأجرت فحوصات طبية للأوشام التي تغطي جسدا بالكامل، سيكشف حقائق عدة في الأيام القادمة.
ولم يمر حادث المضايقة الذي تعرض لها دفاع الضحية دون تسجيل مواقف المساندة من قبل فعاليات المجتمع المدني، التي أدانت أسلوب المضايقات الذي اعتمدته أسر المتهمين للتأثير على موقف الدفاع ما حذا بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال إلى إعلان مساندتها للمحامي الشاب، داعية المسؤولين إلى حمايته، من كل التهديدات ليؤدي رسالته النبيلة.
وواكبت وسائل الإعلام المحلية والدولية ملف خديجة الذي يعرض على القضاء، واستمعت إلى أسر المتهمين الذين هاجموا المشتكية سيما بعد رؤيتها منشرحة داخل بهو المحكمة، وأكدوا أنها كانت لقمة سهلة في يد شباب المنطقة الذين كانوا يوفرون لها أساليب المتعة ما جعلها مطية سهلة لكل راغب في تلبية رغباته الجنسية.
وواصلت أخت متهمين يوجدان رهن الاعتقال، أحدهما ما زال قاصرا، توبع بتهمة عدم التبيلغ بجناية، هجومها على خديجة التي اعتبرت ما قامت به في حق أخويها وأبناء المدينة انتقاما لا مبرر له، علما أن أخاها القاصر يشهد له الجميع بحسن الخلق، ولم يرتكب أي جرم في حق خديجة، دون أن تنسى تبرئة أخيها الأكبر من التهم الموجهة إليه.
وتحدث والد أحد المتهمين، في العقد الثامن من عمره، بحرقة عن ظروف وملابسات اعتقال ابنه الذي وجد نفسا محشورا في ملف خديجة ابنة المنطقة، التي تصر على متابعة كل المتهمين الذين عرضوها للتعذيب النفسي، بعدما تحولت إلى سلعة يتسابق عليها الراغبون في اللذة، لتلبية رغباتهم الجنسية.
واستنكرت أسر المتهمين الذين احتجوا أمام باب محكمة الاستئناف برفعهم شعارات منددة باعتقال أبنائها، صمت والدها عن تقديم شكاية بعد أن اختفت ابنته شهرين متكاملين، بل لم يصدر عنه أي موقف يؤكد اهتمامه بابنته لأنه يعلم حقيقتها، في حين نفى والد الضحية كل الاتهامات الموجهة إليه، وعزا سبب تأخره في تقديم الشكاية إلى مصالح الدرك بأولاد عياد إلى إجرائه عملية جراحية حالت دون تنقله خارج بيته.
وانقسمت فعاليات المجتمع المدني بين مؤيد ومعارض لملف خديجة التي تحولت إلى قضية رأي عام، تتجاذبه مواقف متباينة، بعضها يعتبر خديجة ضحية مجتمع غير مسؤول، لا يوفر لأبنائه الحماية الشاملة من الإغراءات المدمرة، ويحول دون جنوحه بتعليمه وتحصينه بالمعرفة وتحسين ظروف عيشه، في حين هاجمت أسر المتهمين فضلا عن بعض أبناء مدينة أولاد عياد المشتكية خديجة، متهمين إياها بفبركة ملف لتدمير مستقبل شباب، هم أنفسهم ضحية المجتمع، لإثارة الشفقة والبحث عن الشهرة والدعم المادي للخروج من وضع الهشاشة التي تعيشها أسرتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى