أوقفت عناصر الدرك الملكي بأفورار، الثلاثاء الماضي، ثلاثة متهمين بتكوين عصابة إجرامية والاعتداء على المارة باستعمال دراجات نارية، كان يستغلها الجناة لتنفيذ عمليات السرقة ثم يلوذون بالفرار تحت جنح الظلام تاركين ضحاياهم في حيرة من أمرهم.
وأودعت عناصر الدرك الملكي التي حجزت إحدى الدراجات النارية المستعملة في السرقات، الموقوفين الثلاثة تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار استكمال كافة إجراءات التحقيق وعرضهم على النيابة العامة لتحديد التهم المنسوبة إليهم.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المتهمين الثلاثة الذين ما زالوا على ذمة التحقيق، نفذوا عملية سرقة باعتراض سبيل طالبة تتحدر من دوار آيت علوي بأفورار، الإثنين الماضي، عندما كانت في طريقها إلى منزلها قبيل آذان المغرب ، فسلبوها تحت التهديد بسلاح أبيض حقيبتها اليدوية التي تضم وثائقها وأغراضها الشخصية ومبلغا ماليا قدره 200 درهم وهاتفا محمولا، ثم لاذوا بالفرار على متن دراجاتهم النارية إلى وجهة مجهولة تاركين الضحية في حالة في حالة نفسية منهارة.
واستعان المعتدون الثلاثة لتنفيذ عملهم الإجرامي، سلاحا أبيض لترهيب الضحية، التي أطلقت صرخات النجدة لكن لم تجد سندا من المارة الذين فضلوا عدم التدخل خوفا من أن يحل بهم مكروه، وأصيبت الضحية بعدها بانهيار نفسي لم تخب جذوته إلا بعد عودتها إلى بيت أسرتها التي خففت من روعها وفزعها، لتنتقل بعد ذلك إلى مركز الدرك الملكي بأفورار لتقديم شكاية ضد مجهول.
وانطلقت تحريات عناصر الدرك الملكي بأفورار بعد إصدار مكرات بحث وطنية في حق المعتدين، بالاستعانة بتصريحات الضحية التي قدمت أوصافا دقيقة عن المعتدين الثلاثة الذين لاذوا بالفرار إلى وجهة مجهولة، ليتمكن بعدها المحققون في ظرف وجيز من تحديد هوية زعيم العصابة الذي تم إيقافه يوم الاثنين الماضي بعد نصب كمين له وضع حدا لهروبه.
وكشف المتهم الموقوف عن هوية مرافقيه الذين يتحدران من مدينة أفورار، إذ تعرف عليهما وتوطدت العلاقة بين الأطراف الثلاثة لتتطور إلى بلورة مشروع إجرامي يدر ربحا سريعا ودون بذل أي عناء سيما أن منفذي العمليات الإجرامية يتوفرون على دراجات نارية تفسح لهم المجال للتخلص من مطارديهم والاختباء في أماكن بعيدا عن أعين رجال الدرك.
وتمكنت عناصر الدرك الملكي لأفورار منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، من إيقاف المتهم الثاني (أ.ع) بعد تحديد مخبئه، ليتم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بمعية زميله الذي أوقفته فرقة أمنية ساعات قبل انطلاق عملية البحث عن أفراد العصابة لعرضهما على محكمة الجنايات ببني ملال للتهم الثقيلة الموجهة إليهما.
وواصلت عناصر الدرك الملكي تحرياتها بحثا عن المتهم الثالث الذي فضل الهروب إلى وجهة مجهولة بعد أن علم أن عناصر الدرك الملكي تبحث عنه في منزل أسرته، لكن إصرار المحققين على وضع حد لاختفائه عجل بإيقافه بعد نصب كمين له حال دون فراره.
وخلف خبر إيقاف أفراد العصابة الثلاثة في ظرف قياسي ارتياحا كبيرا لدى الساكنة سيما أن الجناة كانوا يروعون المواطنين ويبتزونهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض باستعمال دراجات نارية توفر لهم فرص الهروب من مطارديهم.
ولم تخف فعاليات حقوقية ومدنية بأفورار قلقها من انتشار عمليات السرقة باستعمال دراجات نارية من صنع صيني، إذ يستهدف المعتدون الفتيات والنساء بأماكن معينة لسلبهن ما بحوزتهن تحت التهديد بالسلاح الأبيض ما يتطلب حزما كبيرا من لدن مصالح الدرك للحد من المظاهر المشينة التي تقلق راحة المواطنين.
ويحل بأفورار بعد صلاة التراويح العشرات من الشباب على متن دراجات نارية من مختلف الدواوير القريبة من المدينة محدثين ضجيجا وضوضاء بالأحياء التي يستهدفها زوار الليل، إذ غالبا ما تنتهي زياراتهم غير المرغوب فيها من طرف السكان بتنفيذ اعتداءات على الضحايا الذين يجدون أنفسهم أمام منحرفين لا يكفون عن أفعالهم إلا بعد تنفيذ عمليات إجرامية تخلق الرعب في نفوس المواطنين.