منتزه إيكولوجي ببني ملال يفرح ساكنة المدينة

العين الإخبارية سعيد فالق
ماكان يثر قلق ساكنة بني ملال، أن محيطها الطبيعي لا يتوفر على فضاءات خضراء للتنزه والترويح عن النفس، تلوذ إليها وتستمع بنضارتها، لعلها تخفف عنها جحيم الحرارة التي لم تكتمل فصولها رغم حلول شهر أكتوبر الجاري.
ظلت معاناة الساكنة متواصلة على امتداد عقود سيما أنها تقضي أيامها وسط بيوت تتحول إلى أفران في فصل الصيف، بعد اجتثاث مساحات خضراء وحقول الزيتون الشاسعة التي كانت تسيج المدينة وتحميها من حرارة الشمس، وتحولت المكتسبات المحلية إلى مشاريع للربح السريع ما أفرز تشوهات عمرانية أفسدت جمالية المدينة، وزاد من معاناتها تحويل مرافق اجتماعية كانت مدمجة في التصاميم الورقية إلى مكتسبات فردية ما حطم آمال الساكنة التي كانت ترغب في توفير فضاءات خضراء لصغارها، لأنها طوق النجاة الوحيد للاستمتاع بأوقات الفراغ بين أحضان الطبيعة التي كانت تعتبرا عنصرا أساسيا في هوية المدينة البصرية.
لم تتوقف مطالب الساكنة يوما بضرورة توفير منتزهات إيكولوجية على امتداد مدينة بني ملال، تستجيب لتطلعات الأسر علما أن معظمها تتخذ من بعض الممرات الخضراء بجانب شوارع المدينة، فضاءات لتزجية الوقت مع أبنائها الذين يستمتعون بوقتهم في ظروف سيئة، في انتظار عودتهم إلى البيوت والهروب من الجحيم الأبدي.
ظلت رغبة الساكنة في توفير منتزه إيكولوجي حلما يراودها، واكتملت الرغبة في بلورة مشروع وخلق منتزه يعتبر أهم المشاريع الترفيهية لساكنة مدينة بني ملال، بعد المدار السياحي لعين أسردون وساحة الذهب الأولمبي.
وأفدت مصادر مطلعة، أن المشروع الجديد يسهم في خلق فضاء أخضر أكثر شساعة على مساحة تزيد عن 26 هكتارا، ينطلق من مدخل مدينة بني ملال في اتجاه قصبة تادلة، ويمتد على طول الطريق المدارية.
كما يشكل المنتزه الكبير الذي رصدت له ستة ملايير سنتيم، فضاء استثنائيا لساكنة المنطقة بتوفيره مساحات خضراء، وملاعب لكرة القدم وكرة المضرب، ومسابح ومسلك لهواة رياضة المشي على طول 2.7 كيلومتر، فضلا عن فضاءات أخرى لألعاب الأطفال مع إنجاز نافورات تتدفق منها المياه ما يجعله محجا لزوار المدينة وساكنة الجهة.
المشروع الجديد الذي يشرف عليه والي الجهة، وتكلفت بتوطينه الشركة الجهوية للتنمية الصناعية والمجلس الإقليمي فضلا عن مجلس الجهة وجماعة بني ملال، نجح في إنجاز أشغال الشطر الأول، وشارفت أشغال الشطر الثاني الذي يشرف عليه المجلس الإقليمي لبني ملال برصده 15 مليون درهم، على الانتهاء ما يثير فرحة كبيرة لدى الساكنة سيما بعد أن بدت فضاءاته ومرافقه الأولى تتشكل في انتظار إنجاز الأشطر المتبقية في الأيام القادمة.