حنظلة” ناجي العلي: انكسارات مستمرة وإصرار على المواجهة

حلت أمس الأربعاء ذكرى اغتيال الرسام الكاريكاتوري الفلكطسيني الذي غادرنا في 22 يوليو 1987 أي قبل 33 عاما.. إذ انطلقت في أحد شوارع لندن رصاصات الغدر على حنظلة/ فلسطين ..ناجي العلي..صاحب الريشة التي أرعبت الكيان الصهيوني ، ولم يكن بدا من تصفيته جسديا لأنه فنان يستعصي على الاحتواء … ناجي العلي رفض الاستسلام وقاوم مخططات المحتل إلى آخر رمق في حياته.
من هو ناجي العلي؟
ولد ناجي العلي في قرية الشجرة قضاء الجليل عام 1936، ومع حرب 1948 أصبح ضمن شتات اللاجئين الفلسطينيين مع أسرته التي عاشت في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان.
في المخيم نما وعيه السياسي، ونتيجة مشاركته في المظاهرات ونشاطه السياسي ألقي به في السجن في لبنان، وعلى جدران زنزانته تطورت موهبته في التعبير بالرسم، ثم التحق بمعهد الفنون اللبناني لفترة حتى لم يعد قادرا على تحمل المصروفات.
في عام 1961 نشر له الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ثلاثة أعمال له في مجلة “الحرية” اليسارية الفلسطينية.
في عام 1963 انتقل الى الكويت وظل يرسم لعدد من الصحف على مدى 11 عاما.
وفي عام 1969 ظهرت شخصيته الكايكاتورية الأشهر “حنظلة” للمرة الاولى.
كتاب في الذكرى
وتحت عنوان “طفل في فلسطين: رسوم ناجي العلي” جمع ابنه وأصدقاؤه مجموعة من رسومه صنفت ضمن موضوعات شكلت أبواب الكتاب.
ويقول رسام الكاريكاتير الأمريكي الشهير جو ساكو في المقدمة “كانت انتقاداته اللاذعة موحية سياسيا بشدة، إلا أن حنظلة هو الذي يعطيها بعدا شخصيا لدى قراء ناجي العلي”.
ويعتبر جو ساكو أن لناجي العلي فضلا في تمكنه من اعداد كتابه الساخر “فلسطين” الذي نال عنه أرفع الجوائز، وهو عبارة عن تقارير صحفية بالرسوم الكرتونية عن الاوضاع في فلسطين المحتلة واسرائيل.
نقل الكتاب قول ناجي العلي عن التزامه في رسومه: “مهمتي أن اتحدث بصوت الناس، شعبي في المخيمات في مصر والجزائر، وباسم العرب البسطاء في المنطقة كلها والذين لا منافذ كثيرة لديهم للتعبير عن وجهة نظرهم”.
يضم الكتاب مختارات من الرسوم عن قضيته الأساسية فلسطين، وعن حقوق الانسان ـ ليس في فلسطين فحسب، بل في العالم العربي ـ وعن السلام والمقاومة وأمريكا والنفط وغيرها.
احتفاء ورثاء
لم يتوقف الاهتمام بناجي العلي بين قطاع واسع من المثقفين والفنانين العرب، وسجلت السينما العربية حياته في فيلم بطولة الفنان المصري الراحل نور الشريف.
رغم مرور السنين وتغير الاوضاع، بقي الطفل الفلسطيني الذي يعطي ظهره للجمهور في رسوم العلي شاهدا على ما يقع لفبسطين.
واشتهرت رسومات ناجي العلي الكاريكاتيرية بانتقاداتها الحادة واللاذعة، لكن بلغة راقية ورسومات سلسة مشحونة وموحية في الوقت ذاته.
ولم يقتصر هجومه وانتقاده على إسرائيل وأمريكا مثلا، لكنه طال العرب وحتى الفلسطينيين وكان معبرا إلى حد كبير عن تيار غالب في العالم العربي، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز قالت عنه يوما: “إذا أردت ان تعرف رأي العرب في أمريكا فانظر في رسوم ناجي العلي”.
وقال عنه الاتحاد العالمي لناشري الصحف: “إنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر”.