استمعت عناصر من الشرطة بمدينة الفقيه بن صالح إلىالفتاة المتشردة التي أصبحت ” نار على علم” واشتهرت لدى وسائل الإعلام والجمعيات الحقوقية باسم “سارة” لإقدامها، الأحد الماضي، على الهجوم على بناية المركب الاجتماعي بالفقيه بن صالح، وكانت حصيلة الهجوم تكسير زجاج بعض النوافذ، وكذا زجاج الباب الرئيس للمدخل، بل هددت بقطعة زجاج مربية داخل المركب، وكادت الأمور تتطور إلى الأسوإ لولا تدخل بعض الأطر العاملة بالمركز التي حالت دون وقوع الفاجع، لتتقدم إدارة المركز بشكاية ضدها بتهمة بإلحاق أضرار ببناية وخلق الفوضى في مؤسسة عمومية.
وأفادت مصادر مطلعة، أن “سارة” كانت في حالة هيجان نفسي عندما انتابتها حالة غضب شديد بعد أن أقفلت أبواب المركز في وجهها لعدم توفرها على وثائق قانونية لولوج المركز الذي قضت فيه أياما عندما احتضنها مسؤولو التعاون الوطني بالفقيه بن صالح بعد أن قضت أياما عصيبة في شوارع مدينة الفقيه بن صالح تعرضت خلالها لكل أنواع الاستغلال الجنسي والتعنيف من قبل منحرفين كانوا يمارسون عليها شذوذهم الجنسي، وبعد أن استقرت حالتها بمساعدة بعض المتطوعين الذي واكبوا حالتها النفسية إلى حين استقرارها، تم إرسالها لاستكمال علاجها النفسي إلى مركز اجتماعي بمدينة فاس التي لم تقض فيه إلا أياما قليلة لتشد الرحال إلى مدينة الفقيه بن صالح بمساعدة من بعض العناصر التي تستغلها لترويج المخدرات وكل الأمور المحرمة لاستغلالها في تجارتهم.
وأضافت مصادر متطابقة، أن “سارة” شابة من مواليد 1994 عاشت ظروفا صعبة مع أسرتها التي تركتها منذ خمس سنوات بعد إدمانها المخدرات بشكل قوي، ونظرا لمخالطتها العديد من المنحرفين والأشرار الذين يتربصون بها أسفر احتكاكها المستمر بهم حمل نتج عنه وضع مولودة بالمستشفى الإقليمي بآسفي شهر نونبر 2014 بعد إيوائها بمركز دار البر والإحسان بالمدينة نفسها بتدخل مباشر من المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالفقيه بن صالح، إلا أنها استغلت عامل الثقة لتفر بعد ذلك من المركز وعات إلى مدينة الفقيه بن صالح لتستقبلها شوارع المدينة التي قضت فيها أياما أحييت فيه العهد مع مجموعة من المتشردين الذي ألحقوا بها أضرارا جسدية ونفسية وخيمة.
وأثارت حالتها الاجتماعية انتباه مجموعة من المحسنين وبعض الجمعيات الحقوقية التي حاولت تقديم المساعدة لها، لكنها فشلت في وضع حد لمأساتها، ليبادر بعدها المركب الاجتماعي بالمدينة إلى استقبالها وإيوائها بشكل مؤقت في انتظار الشروع في معالجتها سيما أنها كانت تعاني حالة إدمان متقدم فضلا عن حالة الصرع والهيجان الذي ينتابها بين الفينة والأخرى ما يستوجب إحالتها على مركب مختص لتتبع حالتها النفسية.
بادرت مندوبية التعاون الوطني بمعية شريكتها جمعية الأمل لدعم الأطفال والشباب في وضعية صعبة التي يوجد مقرها ببني ملال إلى مراسلة الوزارة الوصية والإدارة المركزية للتعاون الوطني بالرباط على أم إيجاد حل لوضعيتها الجمعية ما تم بالفعل عندما تمت إحالتها على مركز النور بالمركب الاجتماعي باب خوجة بفاس، لأنه المركز الأنسب لمعالجة حالتها النفسية، إذ تم نقلها بتاريخ 23 من شهر غشت الماضي وإيداعها المركب في انتظار تحسن حالتها الصحية، إلا أن دخول جهات على الخط وتنسيقها مع المعنية بالأمر عبر الهاتف وإرسال المال لها حمل ” سارة” على الفرار والعودة إلى شوارع مدينة الفقيه بن صالح حيث تجد ضالتها في شرب المخدرات ومصاحبة المشردين لمعرفتها الجيدة بتفاصيل المنطقة وتعاملها مع مروجي هذه السموم، علما أن مكوثها بمركز النور كان من شأنه إنقاذها من عالم الجنون وانتشالها من بؤس المخدرات والكحول، لكن فضلت العودة إلى وضعها السابق.
ونظرا لأن المركب لا يؤوي بشكل دائم مثل حالة ” سارة” التي اعتقدت أن عودتها إلى مدينة الفقيه بن صالح يضمن لها الاستقرار النهائي بالمركز، هاجمت أبواب المركب ونوافذه بعد أن تسللت إليه وكسرت الزجاج الواقي عازمة على اقتحامه بعد أن انتباتها حالة هستيريا لم تعد تميز فيها بين الحقيقة والخيال علما أنها حاولت طعن مؤطرة بالمركب بقطعة مستعينة بقطعة زجاج للمرقد العلوي، لكن لحسن الحظ تدخل مؤطرون في الوقت المناسب للحيلولة دون مواصلة اعتدائها.
وكشفت مصادر مطلعة، أن ” سارة” سبق لها أن حاولت قتل سيدة عملت على إيوائها من الشارع في إطار عمل خيري بتنسيق مع إدارة المركب، إذ احتضنتها في بيتها لتحميها من اعتداءات المنحرفين، علما أن مندوبية التعاون الوطني وشركائها عثروا على أمها التي ما زالت تقطن بمدينة سوق السبت إقليم الفقيه بن صالح، إلا أن والدتها رفضت استقبالها طمعا في حصولها على مساعدات مالية لأن وضعها الاجتماعي والأسري لا يسمحان بإيوائها.
وتتخوف مصادر حقوقية من استفحال الوضعية النفسية والصحية ل” سارة” التي استعادت حيوتها بعد أن لقيت العناية التي أعادت إليها آدميتها بعد أن أصبحت” نفاية بشرية” ملقاة في الشارع جراء إهمال المجتمع لها واستغلال بعض الجهات وضعيتها لربح المال في غياب مراقبة صارمة لكل المتلاعبين بمستقبلها.
وحرصا على إنقاذها من مخالب المتربصين بها واستغلالها، يتطلب من الجهات المسؤولة عدم إهمال ملفها، لأنها حالة اجتماعية صعبة تتطلب صبرا ووقتا طويلين لإنقاذها من حالة التشرد والضياع الذي استمرأته دون وعي منها.