أقدمت سيدة أم لطفلين على الانتحار بوضع حد لحياتها شنقا باستعمالها حبلا ثبته بجذع شجرة زيتون بأحد دواوير أولاد يعيش إقليم بني ملال في غفلة من أهلها الذين صعقوا بعد العثور عليها جثتها هامدة دون معرفة الأسباب التي دفعتها لارتكاب فعل منهي عنه شرعا وأخلاقا.
وأفادت مصادر مطلعة، أن عناصر السلطات المحلية بقرية أولاد يعيش التي لا تبعد عن مدينة بني ملال إلا بعشر كيلومترات، فضلا عن عناصر الدرك الملكي الذين حلوا إلى منزل الضحية للقيام بكافة الإجراءات القانونية ، قبل أن يتم فتح التحقيق لمعرفة ظروف وملابسات إقدام الضحية على الانتحار.
وبعد تحريات دقيقة، تم نقل جثة الضحية عبر سيارة نقل الأموات إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي ببني ملال لإخضاعها لتشريح طبي بتنسيق مع النيابة العامة المختصة.
وفي اليوم ذاته، وضعت شابة في مقتبل العمر حدا لحياتها شنقا في حدود الساعة الثانية زوالا بعد أن استبدت بها كآبة مفاجئة ناجمة عن ظروف نفسية عاشتها بمعية أسرتها التي أصيبت بخيبة أمل كبيرة إثر فقدانها عزيزين في أيام قليلة، إحداهما الشابة التي كانت تتمتع بصحة جيدة.
ويتعلق الأمر بشابة من مواليد منطقة ابزو بأزيلال، كانت في زيارة لجدتها رفقة عائلتها التي سافرت لتقديم التعازي لأسرة جدتها، لكن حدثت المفاجأة عندما تم اكتشاف جثة الضحية التي أقدمت على فعلتها دون سابق إنذار.
وأضافت مصادر متطابقة، أن أجواء تقبل العزاء كانت تمر بهدوء، وبعد أن طالت الزيارة التي دامت أكثر من أسبوع، وفي ظل أجواء الألم المستمرة لم تطق الضحية، وفق ما ورد من أخبار، ظروف الحزن الذي خيم على أجواء منزل أسرتها، وساد الحزن أرجاء المنزل لغة، وبالغت بعض النساء ببكائهن ونواحهن تأثرا بفقدان الجدة التي كانت تحتل مكانة خاصة لدى أفراد العائلة.
وتأثرا بأجواء الألم، دخلت الضحية في كآبة لم يستشعر مرافقوها خطورتها ما عجل برحيلها بعد أن اتخذت قرارا غير صائب، اعتقدت الفتاة الغر أنه مخلصها من العذاب اليومي.
وبعد أن اقتنعت بفكرة الانتحار، توجهت الفتاة إلى الإسطبل الذي كان يخيم عليه هدوء كلي، وثبتت منديلها الذي كانت تغطي به رأسها، ولفته حول عنقها، لتنفذ عملية انتحار ناجحة في غفلة من أهلها الذين كانوا منشغلين بتقبل واجب العزاء من الأقرباء والأصدقاء.
وفور إشعارها بخبر الانتحار، انتقلت سرية الدرك الملكي فضلا عناصر السلطة المحلية إلى منزل الضحية للاستماع إلى أقوال بعض الشهود من سرتها لمعرفة أسباب إقدامها على فعل غير مسبوق منها بعد أن عرفت بين أهلها بأخلاق دمثة.
وبعد القيام بكافة الإجراءات القانونية، تم نقل جثة الضحية بأمر من النيابة العامة على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى المحلي بمدينة سوق السبت لإجراء عملية تشريح طبي وتحديد ملابسات وأسباب الحادث المؤلم.