أخبار جهوية

التساقطات المطرية ببني ملال تنعش موسم جني الزيتون

العين الإخبارية

أعادت الأمطار الأخيرة التي استقبلتها جهة بني ملال، الأمل لساكنة المنطقة التي ظلت تنتظر الفرج بعد انحباس دام شهورا ما خلف تذمر الفلاحين الذين كانوا يدركون أن التساقطات المطرية هي الفاصل بين مرحلتين فلاحتين متباينتين.

وذكر بوعدود مالك معصرة زيتون، أن المرحلة الأولى التي انطلقت منذ أكثر من أسبوعين ببني ملال، تميزت بتحقيق مؤشرات عادية في جودة زيت الزيتون وضآلة في الكمية التي ينتجها القنطار الواحد، إذ كان يتراوح معدل الإنتاج بين الثمانية و11 لترا على أكثر تقدير، في حين أن مرحلة ما بعد التساقطات المطرية تتميز بالوفرة، وتصل كميات زيت الزيتون في القنطار الواحد أكثر من 18 لترا، وأحيانا أخرى تتجاوز العشرين لترا.

وأضاف أن كميات إنتاج زيت الزيتون تتباين من فترة إلى أخرى، وكلما تأخرت عملية طحن الزيتون ترتفع كمية الزيت، لكن الجودة تتراجع مقارنة مع مثيلتها بسبب كميات الماء المرتفعة، مشيرا أن ثمن لتر زيت الزيتون بلغ 64 درهما.

وتحدث فلاحون يملكون حقولا من أشجار الزيتون تنتظر موعد جنيها، عن أهمية التساقطات المطرية لقد أثرت إيجابا على إنتاج زيت الزيتون في بني ملال، وساهمت في تحسين جودة الثمار وزيادة كمية الإنتاج بعد موسم صيفي تميز بارتفاع درجات الحرارة.

وأكد بوزكري فلاح يملك ضيعة فلاحية أن الأمطار الأخيرة ساعدت على زيادة حجم حبات الزيتون وغناها بكميات وفيرة من الزيت المرتقبة، ما يعطي إشارة إيجابية لجودة الزيت وارتفاع كمية الإنتاج في الموسم الحالي، فضلا عن الدور الكبير للمطر في غسل أشجار وغلات الزيتون التي تتخلص من الأتربة العالقة بها.

وأجمع الفلاحون على مساهمة الأمطار الأخيرة في ارتفاع نسبة زيت الزيتون، ما يؤشر على   إنتاج أكبر يفي بحاجيات المواطنين مقارنة مع السنة الماضية التي شهدت ارتفاع سعر زيت الزيتون، متجاوزا كل التوقعات بعد أن تجاوز أكثر من 120 درهما ما أضر بالقدرة الشرائية للمواطنين.

واعتبر آخرون أن توقيت التساقطات المطرية تزامن مع توقيت جني الزيتون الذي يحتاج في هذا   الوقت المناسب كميات الماء التي ترفع من جودة زيت الزيتون، سيما في شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث تصل نسبة الزيت أعلى مستوياتها.

وبخصوص جودة زيت الزيتون، أفاد أحد تجار الزيتون، أن جودة الإنتاج تختلف بين المناطق السهلية ومثيلتها الجبلية، مؤكدا أن إنتاج الزيتون في جهة بني ملال، يكون وفيرا سيما في السهول أمقارنة مع المناطق الجبلية لتوفر شروط السقي، علما أن الجفاف الذي ضرب المنطقة كلها أثر بشكل كبير على حقول الزيتون ما يتطلب حاليا اجتثاثه وزرع شتلات في انتظار ما ضاع من أشجار، ماتت واقفة بسبب قلة الماء.

وتحدث فلاح آخر عن زيت الزيتون “البِكرة” التي تتميز بجودة عالية، وتعرف إقبالا من قبل عشاق  يعلمون أن زيت الزيتون العادية لا يمكن أن تعوض مذاقها، ورغم ارتفاع سعرها الذي يتجاوز 130 درهما بالجملة، فإن الإقبال عليها من قبل الزبناء يؤكد أن الزيوت  التقليدية المتوفرة حاليا بكثرة لن تعوض جودة الزيت البكر لمذاقها الخرافي.

وتحتل زراعة الزيتون مكانة رئيسية في المنظومة الفلاحية بالجهة، إذ تغطي حقول الزيتون نحو 73 في المائة من إجمالي المساحات المزروعة بالأشجار. حيث تشمل المساحات المزروعة بالزيتون 67,400 هكتار في المناطق المسقية، في حين تمتد في المناطق البورية على 38,828 هكتارا.

 وساهمت جهود توسيع المساحات المزروعة بأنظمة الري الحديثة في انتقال المساحة المسقية باستخدام الري الموضعي من 750 هكتارا إلى 800 هكتارا منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر ما يعكس توجها عاما نحو ترشيد استهلاك المياه وضمان استدامة القطاع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى