أخبار جهوية

نضوب مفاجئ لمياه منبع شلالات أوزود يثير قلق ساكنة أزيلال

العين الإخبارية

لا حديث لساكنة إقليم أزيلال إلا عن نضوب مياه العيون التي تغذي شلالات أوزود بالمياه الجوفية المستمدة من مياه الأمطار والثلوج المتساقطة على قمم الجبال المحيطة بالموقع السياحي العالمي.

القلوب متفطرة، والوجوه حزينة للمشاهد المؤلمة عل حفرت في نفوس ساكنة إقليم أزيلال أخاديد الألم، بعد أن استفاقت على هول المشهد صباح الجمعة الماضي، إذ انتشر خبر الظاهرة البيئية بين الساكنة التي تعتبر شلالات أوزود أحد مصادر رزقها، والمزود الرئيسي لها بالماء، وبالتالي فإن نضوب ماء العيون يشكل ضربة موجعة للمنطقة، للشهرة العالمية التي اكتسبها الموقع السياحي الطبيعي.

استبشرت الساكنة بتهاطل الأمطار ونزول كميات الثلوج أخيرا، معلنة عن بداية فصل جديد يحمل في تلابيبه الخير والنماء بعد سنوات عجاف، تضرر فيها الإنسان والزرع، لكن فجأة تضاءل صبيب العيون التي تغذي الشلالات، في مشهد درامي عصف بأحلام ساكنة المنطقة التي كانت تأمل أن تنتعش مواردها المالية من عائدات السياحة التي يوفرها لها الموقع السياحي، قبل تنامى القلق في النفوس التي عجزت عن تفسير ما حدث، وتعالت الأصوات منادية بإيفاد لجن مختصة لتفسير الظاهرة، ومعرفة أسبابها.

ولم تتأخر السلطات الإقليمية بمقر عمالة الإقليم، لعقد اجتماع كانت أهم مخرجاته إيفاد لجنة مختصة لتحديد الأسباب الحقيقية لنضوب مياه العيون المغذية لشلالات أوزود.

وتفيد المعطيات التي تم رصدها من عين المكان من قبل مهتمين ومختصين عاينوا الموقع السياحي، فضلا عن زيارات ميدانية لفعاليات مدنية، أن تراجع صبيب العيون المغذية لشلالات أوزود بدا جليا منذ يوم  الخميس الماضي، ولوحظ تراجع جلي في صبيب المياه على مستوى المنابع المغذية للشلالات، ولم تتبق سوى عينين صغيرتين تشكلان المورد الرئيسي لمياه الشلالات التي تراجع صبيبها ما أثار خوف الساكنة التي تتمنى عودة المياه إلى مجاريها لضمان استمرار الحياة بالمنطقة التي يشكل عنصر الماء أحد رافعاتها، ولا يمكن استمرار العيش في المنطقة بدون موارد مائية.

واعتبرت مصادر مطلعة، أن تراجع صبيب العيون المتدفقة حدثا مفاجئا لم يحدث منذ عقود سيما أن شلالات تتميز عادة بصبيب مائي مستمر، حتى في أحلك فترات الجفاف إسوة بعين أسردون ببني ملال التي تتدفق مياهها رغم سنوات الجفاف التي ضربت المنطقة.

ويتخوف مهتمون بالشأن البيئي أن تكون لهذه الظاهرة انعكاسات سلبية على حياة الساكنة والمنطقة عموما في حال استمرارها، سواء على التوازن الإيكولوجي للمنطقة أو على المواسم السياحية، علما أن مصادر مؤكدة تحدث عن وقوع حالة مماثلة في التسعينات من القرن الماضي لكن لم يتعد نضوب المياه سوى ثلاثة أيام، لتستعيد الشلالات حيويتها من جديد.

ورصدت مصادر متطابقة عددا من المعطيات التي لم تستبعد أن تكون متسببة في نضوب العيون المغذية لمياه شلالات أوزود التي تنتعش من مياه الأمطار والثلوج الذائبة من قمم الأطلس المتوسط علما أن المياه الجوفية بالمنطقة معروفة بوجود صخور كلسية متشققة.

وفسرت بعض الدراسات تراجع المياه رغم التساقطات المطرية رغم الفيضانات التي توفر الماء نسبة عالية إلى تشقق الصخور الكلسية ما يسهل تسرب الماء بسرعة إلى الأعماق ويغير مسار المنابع التي تنسد

بالأتربة التي تأخذ مسارات جوفية مع ضمان تخزين المياه في باطن الأرض وعودتها من جديد للتدفق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى