اعتداءات متكررة على حراس الأمن الخاص بالمركز الجهوي ببني ملال
تنامت موجة الاعتداءات على حراس الأمن الخاص بالمركز الجهوي ببني ملال من قبل زوار المستشفى، الذين أصبح بعضهم يعرضهم بشكل يومي لاعتداءات ومضايقات خطيرة تصل أحيانا إلى الضرب والجرح، ما يستدعي إجراء عمليات جراحية مستعجلة للضحايا لرتق الجروح تفاديا لمضاعفات خطيرة.
وأفاد أحد الحراس كان تعرض للضرب المبرح (ي.ل) من طرف أحد الوافدين على المستشفى الذي أشبعه ضربا، بدعوى منعه من ولوج المستشفى ما استدعى حصوله على شهادة طبية تثبت مدة العجز في 12 يوما، أفاد أنه ما زال يعاني مضاعفات صحية، في حين أن الفاعل ما زال حرا طليقا.
وأضاف، أنه قدم شكاية ضد المعتدي، لكن لم يتم إيقافه من طرف رجال الأمن بعد أن تظاهر بالاعتداء عليه، ليتم تكييف الواقعة إلى تبادل للضرب والجرح بين الطرفين.
واشتكى مجموعة من حراس الأمن الخاص للصباح، من تنامي الاعتداءات عليهم من طرف زوار يتحولون إلى ضحايا كلما قدمت شكايات ضدهم، لكن سرعان ما يجد الضحايا أنفسهم مشاركين في قضايا ترتبط بتبادل الضرب، ما شجع المواطنين على مزيد من الاعتداءات عليهم، كما هو شأن الضحية (سمير جوهري) الذي تلقى ضربة بسكين أصابته خلف عنقه، وكاد أوردته تنقطع لولا الألطاف الإلهية التي حالت دون وقوع الكارثة.
وعبر الحراس الغاصبون عن استيائهم لتنامي الاعتداءات عليهم أثناء أداء واجبهم المهني ، وبالتالي فهم في حاجة ماسة إلى من يؤمن ويحمي أرواحهم من مخاطر الاعتداءات التي يتعرضون لها بجل المرافق الصحية بالمستشفى.
وذكر في هذا السياق ما تعرض له حارس أمن خاص (أ.س) بالمستشفى الجهوي ببني ملال، الذي تم الاعتداء عليه بجناح طب الأطفال من طرف أشخاص عدة، وأصيب بجروح في الرأس والأنف ما تطلب تدخلا عاجلا من الطاقم الطبي بقسم المستعجلات لرتق جراحه، وحصل الضحية على شهادة طبية تثبت مدة العجز في أربعين يوما.
ولم يخف حارس الأمن استياءه من اعتداءات زوار المستشفى ليلا على زملائه ، إذ يستغل زوار غير المرغوبين فيهم، قلة الحركة ويعتدون على الأطباء وحراس الأمن الذين باتوا يفتقدون إلى الحماية الأمنية، بل توجه لهم أصابع الاتهام من طرف بعض المواطنين دون أدنى سبب، وطالب بأن يغير الناس نظرتهم، لأن معظمهم شباب مثقف، وحاصلون على مستوى جامعي محترم، إلا أن ظروف الحياة رمت بهم لمكابدة متاعب هم في غنى عنها.
وبعد أن تعقدت ظروف العمل بالمركز الجهوي، الذي بات فيه الموظفون وكذا حراس الأمن الخاص والأطباء عرضة للاعتداءات المتكررة التي باتت تتهدد حياتهم، ظل المعتدون يصبون جام غضبهم على الهيأة الطبية والممرضين الذين أصبحوا يعيشون جحيما يوميا لا يطاق.
وذكرت مصادر مطلعة، أن طبيبة كانت منهمكة في استقبال مرضاها في قسم المستعجلات، تعرضت الأسبوع الماضي، إلى هجوم نفذه أحد الزوار وأصابها بأضرار جسدية ونفسية ما استدعى القيام بوقفة احتجاجية للمطالبة بمعاقبة المعتدي الذي تم إيقافه وإيداعه السجن.
وأمام تزايد قلق المتضررين، عبر حراس الأمن الخاص بالمركز الجهوي ببني ملال، عن استنكارهم للوضع المتردي الذي بات يشهده المستشفى، كما طالب المتضررون الجهات المسؤولة، بتحمل كامل مسؤولياتها في حمايتهم أثناء مزاولتهم مهامهم، كما طالبوا من السلطات الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية في حق المعتدين، ومتابعتهم قضائيا بتسريع الإجراءات القانونية بدل عرقلتها، وإيقاف المعتدين بمجرد التوصل بالشهادة الطبية التي تحتم قانونيا وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية.