حفاوة لقاء حميمي تمهد لشراكة بين هيأة المحامين ونادي الصحافة لجهة ببني ملال خنيفرة

في لقاء حميمي وطد فيه الحاضرون وشائج المحبة والأخوة والصداقة بعيدا عن أوهام الهذيانات المرضية، هيأ نادي الصحافة لجهة بني ملال خنيفرة مساء الجمعة الأخير، فضاء للأخوة الأصفياء حضرته هيأة الدفاع المشكلة من النقباء والمحامين الذين رافعوا من أجل انتزاع براءة رئيس النادي ومراسل جريدة الصباح الذي صدر في حقه حكم البراءة في المرحلة الاستئنافية بعد متابعته قضائيا على خلفية نشره مقالا صحفيا عرى فيه واقع المشردين بمدينة بني ملال خلال موجة البرد التي عرفتها السنة الماضية.

وإيمانا من النادي برسالة القضاء النبيلة وهيأة الدفاع التي تبنت ملف المشتكى به سعيد فالق وترافعت عنه باستماتة في كل أطوار المحاكمة إلى حين انتزاع البراءة على البراءة بعد كشف الدفاع عن العيوب الشكلية التي برزت بوضوح في الشكاية التي سطرتها النيابة العامة ما ثمنه جميع الزملاء الصحفيين محليا وجهويا شاكرين لها للأساتذة الذين تطوعوا لمؤازرة كاتب المقال الذي لم ينقل غير الحقيقة التي عرت واقع المشردين بجهة بني ملال خنيفرة.

وربطا لجسور التواصل بين مهنة المحاماة الشريفة و الصحافة النبيلة التي تضع نصب أعينها الدفاع عن المستضعفين وحمايتهم من كل استغلال، احتفى النادي بمجموعة من الأساتذة الذين اعتبروا المبادرة فريدة  من نوعها لأنها تقوي اللحمة بين هيأة المحامين والصحافة التي تتعرض كل يوم إلى مخاطر غير مرتقبة، ويتعلق بالأساتذة :  النقيب أحمد حلماوي، ذ/ محمد عبودو، ذ/ عبد الرحيم جيكي، ذ/ محمد الضو ،النقيب برطيع،  ذ/محمد آيت أومني.

 وخلال هذا الحفل المتواضع الذي حضره أعضاء النادي وبعض الشخصيات والحقوقيين والمناضلين، تناوب على الكلمة كل من رئيس النادي الذي لم يخف سعادته بهذه اللحظة التي اجتمعت فيها هذه الوجوه العزيزة مستعرضا بعض اللحظات العصيبة للمحاكمة إلا أن أمله كان كبيرا بعدما وجد بجانيه هيأة دفاع قوية ومحنكة فضلا عن مساندة قوية ومؤازرة الزملاء الصحفيين والحقوقيين له من جهة ثانية.

واستعرض الأستاذ عبد الرحيم جيكي المخاطر المبثوثة بين ثنايا قانون الصحافة الجديد الذي أسال مداد كثيرا لعدم فصله عن القانون الجنائي، معتبرا أن المحاماة شريك أساسي الصحافة متمنيا أن يتم التوقيع على إبرام شراكة بين الجسم الصحفي والمحاماة مبرزا أهمية توفير المعلومة التي نص عليها الدستور لإبلاغ الرأي العام بكل المستجدات بكل أمانة مع العمل على رص الصفوف لتشكيل جبهة لمواجة كافة الاختلالات التي تعوق تنمية المدينة، مشيرا إلى أهمية حرية التعبير كما تنص على ذلك المادة 28 من الدستور.

كما اعتبر الأستاذ محمد اعبودو أن الصحافة والمحاماة وجهان لعملة واحدة، إذ لا يمكن للصحافة أن تتقدم إلا إذا لم يفسح المجال  لحرية الرأي العام وحرية التعبير، معتبرا أن المحاماة هي مهنة الجرأة ومع ذلك يجب على المحامي أن يقاسم الجميع الأفكار الإيجابية ، لذلك فانصهار الصحافة والمحاماة يشكل انتصارا للرأي والرأي الآخر فضلا عن تكريس الحرية, وأضاف الأستاذ اعبودو أنه عندما يترافع المحامي على الصحافة فإنه يترافع على نفسه وعلى الكرامة والحرية معتبرا أن المحاماة ببني ملال تحولت إلى مدرسة خاصة لانكبابها على قضايا الصحافة والدفاع عنها ما بوأها مكانة جد محترمة يشهد بها الجميع.

وتحدثت ثريا التناني المناضلة الحقوقية عن حميمية اللقاء الذي أعاد إلى الأذهان صفات ناذرة باتت تقاوم النسيان، مشيرة أن فكرة الاحتفاء بالأصدقاء عملة ناذرو في مجتمع أناني، ما يجسر العلاقات بين الأصدقاء الحقيقيين الذين تفتقدهم مدينة بني ملال، وبالتالي فإن ثريا استحسنت فكرة النادي لأنها جمعت خيرة أصفياء المدينة للتداول في شأن أمور تشغل بالهم.

ودق الصحافي محمد الحجام ناقوس الخطر لما يحاك ضد قانون الصحافة الذي يهدد بزج الصحافيين بالسجن مع تقليصه مبدأ حرية الرأي وتسييجه العمل الصحافي بألغام باتت تشكل خطرا على مستقبل الصحافة بالمغرب.

و تخلل هذا الحفل المتواضع توزيع شواهد تقدير وعرفان على الأساتذة المحامين وهدية لرئيس النادي وباقة ورد للمناضلة ثريا تناني التي تابعت جميع أطوار المحاكمة.

عبد العزيز هنو