هي مسيرة خضراء ثانية بعبق السلم والحرية التي تنشدها الجموع والجحافل الكبيرة التي يممت وجهها صوب مدينة الرباط قادمين إليها من من كل مدن ومداشر المغرب، حاملين لافتات تندد بالأمين العام للأمم المتحدة بون كيمون الذي وصف المغرب ب”البلد المحتل” كما يرفعون صورا للملك محمد السادس وأعلاما مغربية لتأكيد مغربية الصحراء التي لن يتنازلوا على ذرة رمل منها مهما كلفهم الثمن.
لم تتخلف أطر أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة عن نداء الوطن بعد أن خدشت كرامته، إذ انخرطوا في المسيرة التاريخية التي فاق عدد المشاركين فيها أكثر من 3 ملايين مواطن يمثلون شرائح المجتمع المغربي من طنجة إلى لكويرة، للتنديد بما صدر عن بان كيمون، الذي كان من المفروض أن يكون محايدا في إدارته لملف الصحراء بدل صب الزيت على النار والخروج عن الإجماع الدولي الذي يرى في الحل الثالث طريقة مثلى لطي ملف الصحراء المغربية.
وشاركت أطر الأكاديمية بعد وصولها إلى مدينة الرباط صباحا في هذه الأجواء الهادرة التي تنم عن حس وطني قلما يتوفر لدى شعوب أخرى، إذ وصفت الشعارات التي رفعها المحتجون الأمين العام للأمم المتحدة بغير الكفؤ والخائن للرسالة الإنسانية بعد أن أجحف في حق المغاربة الذي يعتبرون أصحاب حق بعدما أن وجدت شرذمة من المرتزقة المدعومة من طرف قصر المراديا الفرصة، لحشد الدعم والالتفاف على حقوق تاريخية مستغلين جهل بان كيمون وأمثاله بالجغرافيا وتاريخ المنطقة التي تؤكد ارتباط أرض الصحراء بالملوك العلويين منذ القدم.
كما شارك في هذه المسيرة المليونية أبناء الصحراء المغربية الذين قدموا من مدينة العيون والزاك واكلميم والسمارة لتوجيه رسالة إلى العالم أنهم مغاربة، تربطهم بأرض الوطن بيعة علوية لن تزحزحها تصريحات ” بان كيمون” عن انتمائهم قيد أنملة.
وشهدت العاصمة المغربية الرباط صبيحة اليوم الأحد أضخم تجمع بشري في تاريخها، وذلك ردا من الشعب المغربي على التصريحات الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي فشل في تدبير ملف عمر قرابة نصف قرن ما شكل صفعة لكل المساعي التي رامت إيجاد تسوية لنزاع مفتعل.