غير مصنف

الانتخابات على الأبواب، ورهانات التغيير حلم الناخبين لبناء مغرب الديموقراطية والحداثة

بقلم سعيد فالق

انطلقت الحملة الانتخابية للغرف المهنية لانتخابات أعضاء الغرف المهنية المقرر إجراؤها يوم 6 غشت المقبل، بوتيرة لا توازيها إلا حرارة الشمس التي بلغت درجات قياسية ببني ملال، قبل أن يتم  وضع السيناريوهات المحتملة لكسب مزيد من المقاعد، تتحول إلى فرص للضغط وكسب مزيد من الحظوظ فيما تبقى من الاستحقاقات القادمة.

يبدو للمتتبعين المحليين الذين واكبوا فترة إيداع الترشيحات وإعداد قوائم المترشحين استعدادا  للانتخابات المهنية، أن لا جديد باد في سلوك بعض المنتخبين الذين لم يستوعبوا بعد، أن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم، سيما أن بعد العقليات الماضوية ، لم تدرك بعد رغبة الدولة في القطع مع تصرفات وسلوكات بائدة، وعزمها على تكريس قيم النزاهة والديمقراطية، لكن بعض العقليات التي استنزفت طاقاتها في تجارب فاشلة،  مازالت تحن إلى تجارب الماضي،  وتعض بنواجدها على المكاسب، بل تفعل المستحيل لئلا يضيع منها حلمها وبأي الثمن.

اعتقدنا،  أن وباء فيروس كورونا المستجد الذي شل كل مناحي البلاد، بعد ما عم البلد في شهر مارس من السنة الماضية، سيمنح فرص التفكير للمنتخبين لاستخلاص مزيد من الدروس والعبر، بعد أن أصيب الاقتصاد الوطني بالكساد والبوار، دخل على إثرها في سبات لم يستفق منه، إلا بعد جرعات أمل بادرت إليها الدولة المغربية، عبر تنفيذ مخططات استثنائية ، وبدت حاجة البلد ملحة، إلى القطع مع كل التجارب الماضية المريرة، واللوذ بالعلماء والمثقفين والمتعلمين، وتشييد صرح منظومة صحية وقطاع معافى، والعناية برجالاته وحماته الذين يدرؤون عنه المصائب والأهوال، فضلا عن بناء مدرسة وطنية تمتلك من الآليات ما يجعلها قادرة على التواصل مع أبنائها بنجاعة لتفادي كل المعيقات التي فرضتها جائحة كورونا.

لم يحدث شيء من هذا… بعد أن تبين أن بعض منتخبينا مصرون على الاحتفاظ بمناصبهم مهما كان الثمن، لا تهمهم سمعة البلاد والعباد، ولا الرسائل الواضحة للجهات العليا التي تحث على تخليق الحياة العامة، واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا المحاكمات التي تعقد بين الفينة والأخرى لمتابعة بعض المفسدين هنا وهناك، سيما بعد ثبوت خروقات مالية في حق بعضهم، وصدرت على إثرها في شأنهم أحكام قضائية… ومازالت ملفات أخرى لمنتخبين آخرين في رفوف المحاكم، تنتظر لحظة الحسم في مصيرها لزف مفاجئات غير سارة.

لم يستوعب هؤلاء، أن البلد في حاجة إلى أبنائه المخلصين وإلى تقوية مناعته الداخلية، بعد أنه تبين أنه مستهدف من قبل جهات ذات نوايا تدميرية، وزعت الأدوار بينها لفرلمة مسيرته التنموية التي أبهرت القريب والبعيد، إذ أصبحت عقيدة بعضهم نصب العداء للمغرب وبأي ثمن، رغم نوايا المغرب الطيبة التي أبداها أكثر من مرة، لكن لاقى الصدود والهجران.

إن الحقيقة التي خلص إليها الجميع، أن مثل هؤلاء لايهمهم سوى الظفر بمقعد انتخابي، ولو اقتضى الأمر بيع وشراء الذمم ، والانتقال من حزب لآخر لنيل التزكية…

اليسار أواليمين أو الوسط سيان في منطق هؤلاء، لا تهمهم المبادئ ولا القيم ولا الأخلاق، كل ما يشغل بالهم، هو قربهم من المناصب الحساسة، والاحتماء بمراكز القرار لصون ثراوتهم…

أما الوطن فليذهب إلى الجحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى