أخبار جهوية

حرارة الشمس تضاعف معاناة الصائمين في بني ملال

 لا شيء يعلو على حرارة الشمس في مدينة بني ملال التي تكابد ساكنتها موجة حرارة مفرطة لا مداراة لسياطها سوى الهروب إلى أماكن الظل والاحتماء ببرودة مكيفات الهواء فضلا عن السباحة في ماء الوديان والمسابح الخاصة التي أصبحت ملاذا لشباب المدينة بعد هروبهم من جحيم الحرارة الذي لا يطاق.

تخفت وتيرة الحركة التجارية في المدينة منتصف اليوم، بعد أن تتوسط الشمس كبد السماء ويرتفع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 45 درجة، ويسري في المرافق التجارية موت بطيئ ما يمنح  السكان فرصة الاحتماء بكهوف المنازل وبعض الأسواق التجارية الممتازة التي تتحول إلى تجمعات بشرية تستغيث بنار الشمس من مكيفات الهواء التي تنعش النفوس، ورغم الفوضى التي يحدثها زوار المرافق التجارية باحتلالهم كل الكراسي التي تحولت إلى أسرة للنوم بعد جرعة إرهاق زائدة  يضاعف من حدتها صيام شهر رمضان الذي تزامن قدومه مع  ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت أرقاما قياسية.

ويعتبر الأطفال والصغار الحلقة الضعيفة بعد ارتفاع درجات الحرارة في مدينة تتحول دروبها إلى أفران تكوي أجسادهم بمجرد مغادرة مساكنهم التي لا يقوى على المكوث فيها الكبار أنفسهم قبل أن يحتموا ببرودة بالماء لتلطيف حرارة أجسامهم الواهنة.

يهرب الصغار فرادى وجماعات من حرارة الشمس إلى الأودية والقنوات المائية الفلاحية، في غياب مسابح غابت عن مذكرة مافيا العقار التي اجثت أشجار الزيتون وقضت على  غطاء نباتي كان يحمي ساكنتها من حرارة الشمس ويلطف أجواء المدينة التي أصبحت عرضة لضربات الشمس القاتلة.

في المقابل، يلوذ شباب المدينة الذين أسعفتهم جيوبهم بمياه المسابح الخاصة التي أصبحت فضاء تجاريا يدر دخلا مغريا على أصحابها بعد أن سدت في وجوهم كل المنافذ سيما أن المنتخبين الفاسدين الذين تعاقبوا على تسيير الشأن المحلي  قضوا على أحلامهم وحرموهم من المرافق الترفيهية والمسابح التي أصبحت عملة ناذرة في فصل الصيف ما يضاعف من معاناتهم.

ويبقى ” الفريكو” ” المبرد” المتنفس الوحيد للعائلات الفقيرة في مدينة بني ملال التي تنتظر غروب الشمس القائظة لتلوذ بظلاله، وتقضي مع صغارها لحظات دفء بعيدا عن لهيب الحرارة، لكن ضجيج الباعة وسوء التنظيم يحرم الأسر من التمتع ببرودة المياه المتدفقة ما يتطلب حزما من السلطات للقضاء على مظاهر التسيب بهذا المصطاف الصغير الخاص بفقراء المدينة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى