أوقفت عناصر الدرك الملكي لفرياطة ببني ملال، تحت الإشراف المباشر لرئيس المركز المساعد (م.ب) سائق شاحنة يشتبه فيه بأنه تسبب في ارتكاب حادثة سير راح ضحيتها شاب يقطن بمنطقة أدوز جماعة فم العنصر ببني ملال، مطلع الشهر الجاري، كان عثر عليه جثة هامدة بعد إصابته في رأسه إصابات بليغة عجلت بموته، إذ تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي في انتظار تسليمها إلى أهلها لدفنها في مثواها الأخير.
وتم وضع الموقوف تحت أنظار الحراسة النظرية، في انتظار استكمال إجراءات التحقيق لعرضه على أنظار العدالة بتهمة ارتكاب حادثة سير والفرار وعدم تقديم مساعدة لضحية في خطر.
ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 27 سنة، كان بصدد عبور الطريق بمنطقة أدوز ببني ملال ليلا، لكن فوجئ بشاحنة قادمة من الخلف صدمته في غفلة منه وأدرته قتيلا متأثرا بجراحه الناجمة عن قوة الصدمة التي تلقاها، في غياب مسعفين يتدخلون في الوقت المناسب وينقذون حياته من موت حقائق.
وأفادت مصادر مطلعة، أن عناصر الدرك الملكي توصلت بمعلومات عن وقوع حادثة سير ليلة فاتح مارس الماضي، وبالضبط قرب قنطرة أدوز وراح ضحيتها شاب في مقتبل العمر عندما كان عائدا إلى منزله بعد يوم من العمل الشاق، لكن سائق الشاحنة غادر مكان الحادثة إلى وجهة مجهولة ولم يخبر السلطات الأمنية بارتكابه حادثة السير التي أفضت إلى موت الضحية الذي تم التعرف على هويته بسهولة لأنه أحد أبناء المنطقة، وخلف رحيله أسى عميقا في نفوس السكان وزملائه لسمعته الطيبة.
وأضافت مصادر متطابقة، أن عناصر الدرك الملكي قامت بعملية مسح لمكان الحادثة، وكثفت تحرياتها لجمع المعلومات لتحديد هوية سائق الشاحنة ونوعها، بالاستعانة بأقوال الشهود الذين لم يقدموا معلومات كافية عن مرتكب حادثة سير الذي فر إلى وجهة مجهولة بعد أن علم بموت الضحية.
ورغم شح المعلومات التي تكشف حقائق حادثة السير التي وقعت ليلا ، وغياب شهود وأدلة لمحاصرة سائق الشاحنة الذي اتخذ كافة الاحتياطات لإبعاد الشبهة عنه، واصل المحققون تحرياتهم بالاعتماد على تجربتهم الميدانية و اقتفاء أثر كل الشاحنات التي تسلك طريق أدوز محملة بمواد البناء المستخرجة من المقالع، أو تلك التي تضعها بين الزبناء الذي يباشرون عمليات البناء في المنطقة ما مكنهم من العثور على الشاحنة مركونة بمنطقة توجد على مشارف السجن المحلي وبالضبط قرب القرية النموذجية ببني ملال.
وتسارعت الأحداث بعد تنقيط اللوحة المعدنية للشاحنة والاعتماد على أقوال بعض الشهود، وتم بعدها تحديد هوية سائقها الذي أنكر أول الأمر المنسوب إليه، بل حاول الالتفاف على المحققين الذين واجهوه بالعديد من القرائن والأدلة، ولم يجد بدا من الاعتراف أنه مرتكب حادثة سير التي تسببت في وفاة الضحية، ونظرا لخوفه الشديد بعد علمه بموت الضحية فضل الهروب من مكان الحادثة خوفا من تبعات ما أقدم عليه، لكن لم يكن يعلم أنه ارتكب خطأ جسيما يعاقب عليه القانون.
عبد العزيز هنو