أخبار جهوية

مسيرة فلاحي ومنتجي الحليب ببني ملال لاستعطاف المقاطعين

 

دق رئيس جمعية مربي الماشية لتادلة عبد الله مكاوي، ناقوس الخطر جراء تفاقم المشاكل التي أصبحت تطوف أعناق منتجي الحليب بجهة بني ملال خنيفرة  التي تنتج حوالي 18 في المائة من الحليب على الصعيد الوطني، وتساهم بشكل فعال في تحريك عجلة التنمية ببلادنا التي أصبحت قبلة للمستثمرين الأجانب، لتوفرها على موارد طبيعية وبشرية.

وأضاف أن تنظيم المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها جمعية مربي الماشية لتادلة أمس الأربعاء، وحضرها ما يفوق 1000 فلاح ببني ملال، ليس الغرض منها الرد على أسلوب المقاطعة، بل الغاية إثارة الانتباه إلى المخاطر التي تولدت بسبب أسلوب المقاطعة الذي خلق مشاكل عدة لأسر الفلاحين، الذين حرموا من مصاريف الحليب التي كانت تغطي حاجياتهم اليومية.

وأشار إلى أن قطاع الحليب تضرر جراء انخفاض مداخيل رقم المعاملات الفلاحية، فضلا عن تراجع المساهمة في الناتج الداخلي الخام الفلاحي، علما أن الفلاحين ومربي الماشية يجدون صعوبة في تسديد الديون المتعاقد عليها ما يعرضهم لمتابعات قضائية.

ومن جهته، عبر نائب رئيس جمعية مربي الماشية ورئيس المجلس الإقليمي لمدينة الفقيه بن صالح كمال محفوظ، عن أسفه للمشاكل التي أصبح يعانيها مربو الماشية بعد أن طال أمد  مقاطعة حليب شركة سنطرال الذي كان يوفر لهم رزقا يوميا، يصرفونهم في تلبية احتياجاتهم الأسرية.

وأضاف أن العديد من فلاحي المنطقة أصبحوا مفلسين بعد أن تخلت الشركة عن كميات الحليب التي تفوق احتياجاتها بعد المقاطعة، ملتمسا من المغاربة الإشفاق على أحوالهم التي ساءت بعد الإصرار على مقاطعة شركة سنطرال.

ودعا محفوظ شركات إنتاج الحليب استغلت الوضع وأصبحت تقدم للمغاربة حليبا مجففا مكان الحليب الطري الذي يوفره الفلاحون الذين أصبحوا يعيشون على وقع الصدمة بسبب مقاطعة منتوج الحليب.

وردد منتجو الحليب، في المسيرة الاحتجاجية،  شعارات تدعو المواطنين إلى الصفح والتسامح بعد أن ساهمت مقاطعة الحليب، في خلق مشاكل أسرية نجمت عنها مضاعفات نفسية بعد أن انقطعت عنهم سبل العيش للفلاحين الذين تراكمت عليهم الديون،  ولحقت بهم خسائر أثرت على أسلوب عيشهم.

وأكد محتجون لآخرون، أن الشركة المعنية بالمقاطعة لن تتضرر بالشكل الكافي، لأنها تمتلك موارد مالية كبيرة تجنيها من مشاريع أخرى في مختلف بقاع العالم، بل أصبحت قادرة على تعويض الخسارات بشتى الوسائل، في حين أن الفلاحين الصغار هم المتضررون من المقاطعة التي غيرت مجرى حياتهم وأصبح حياتهم تشرف على الإفلاس التام.

وأضاف بعض مربي الماشية، إنهم يبيعون الحليب للشركة المعنية منذ سنين بأثمان لا تراعي مصالحهم، بل تحرمهم الشركة من التغطية الصحية والاجتماعية، كما أنها لا تراعي مشاكلهم التي تتضاعف يوما بعد يوم، دون أن يفكر المسؤولون في توفير تعويضات إضافية ترفع من معنويات الفلاحين الصغار.

واستغرب محتجون استهداف شركة بعينها، رغم تخفيضها ثمن الحليب إلى ستة دراهم، في حين أن شركة أخرى تصر على بيع منتوجاتها بسبعة دراهم، وما زال المستهلكون يقبلون على شراء منتوج الحليب بثمن أعلى،  ودعا المتضررون إلى مقاطعة كل الشركات بدل الاكتفاء بواحدة، لتتبين حقيقة المقاطعة التي زعزعت كيان العديد من المتنفذين والمسيطرين على سوق الحليب ببلادنا.

في المقابل رفض بعض الفلاحين المشاركة في المسيرة، وطالب بعضهم بايجاد حلول بديلة لا تضر مصلحة الفلاح وتناغمه مع الشعب الذي يصر على المقاطعة، داعين إلى التعاقد مع شركات أخرى، تراعي هموم الفلاحين الصغار الذين يعبرون الحلقة الأضعف في سلسلة إنتاج الحليب، مؤكدين أنهم يرفضون  التصادم مع الشعب المغربي في الشارع.

ورفض بعض الفلاحين الركوب على معاناتهم، وأكدوا أنهم يرفضون استغلالهم وتوظيفهم في المسيرات، رغم أنهم متضررون ومستعدون للاحتجاج لإسماع صوتهم للشارع المغربي، لكن ليست بالطريقة التي تجلب عليهم انتقادات المواطنين المقاطعين، وتخونهم وتعتبرهم دمى في يد جهات مقربة من الشركة، بل هناك من الفلاحين وبعض التعاونيات من طالب بضرورة إيجاد شركات بديلة يتعاملون معها واقترحوا شركات بعينها.

وهاجم فلاحون متضررون شركات الحليب التي تمتص دماءهم ، منددين بالسياسة التفقيرية التي تمارسها شركة الحليب منذ سنين، دون مراعاة مصالح الفلاحين الذين يعتبرون المصدر الأول لإنتاج الحليب، علما أن وضعية الفلاح البسيط والمقهور لا تندرج في مخططات المسؤولين عن الشركة، وبالتالي فإن مجموعة منهم قاطعت المسيرة ورفضت الخروج للاحتجاج مع باقي الفلاحين.

ونظمت جمعية مربي الماشية لتادلة مسيرة احتجاجية صباح أمس الأربعاء، جابت شوارع المدينة وتوقفت أمام مقر عمالة بني ملال، للتعبير عن معاناة الفلاحين وكذا مربي الماشية الذين يعتمدون على مداخيل الحليب لتأدية مصاريف باهظة، فضلا عن إعالة عائلاتهم التي تضررت بفعل مقاطعة حليب سنطرال.

وكان منتجو الحليب و فلاحون بجهة بني ملال خنيفرة عقدوا بمقر جمعية مربي الماشية لتادلة ببني ملال، اجتماعا تحضيريا،  بهدف شحذ الهمم وحث الفلاحين على المشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي دعت لها فيدرالية جمعيات مربي الماشية بالمغرب، بعد تضرر الفلاحين بمقاطعة شركة سنطرال دانون التي خفضت 30 في المائة من الكمية المطلوبة من الحليب، ما أضر بمستقبل الفلاحين الصغار الذين طالبوا بالبحث عن حلول سريعة تعوض خساراتهم اليومية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى