اتهام أم عازب بإحراق جنينها بتيموليلت خوفا من الفضيحة

أمرت النيابة العامة بمحكمة أزيلال أمس الخميس بإيداع أم عازبة، تحت تدابير الحراسة النظرية بتهمة القتل العمد لمولودها ومتابعة والدتها بالمشاركة، في انتظار ما تؤول إليه التحقيقات وعرضهما على قاضي التحقيق باستئنافية بني ملال للنظر في التهم المنسوبة إليهما بعد انكشاف أمرهما، وإيقافهما من طرف عناصر الدرك الملكي بافورار التي توصلت بمعلومات عن تخلصهما من مولود سفاح ادعت والدته أنه ولد ميتا لكن تخلصت منه درءا للفضيحة.
ويتعلق الأمر بأم عازبة (ب.ج) من مواليد سنة 1988 دفعها الفقر والحرمان إلى ممارسة الدعارة بمدينة مراكش لتوفير المال لوالدتها 47 سنة التي تقطن بمنطقة تيموليلت بأزيلال، بمعية طفلها البالغ من العمر سبع سنوات بعد أن حرم من حنو الأب الذي يتكلف بمصاريف أسرة وجدت نفسا وحيدة في مواجهة مشاكل الحياة ما يتطلب دخلا يوميا لإشباع أفواه جائعة تنتظر يوميا من يوفر لها سبل العيش الكريم.
وأفادت مصادر مطلعة، أن الأم الموقوفة كانت تتردد على ابنها ووالدتها بتيموليلت قادمة من مراش، حيث يقطنان كانا معا في منزل بعد أن تطوعت إحدى الأسر ووهبته لهما بعدما أشفقت على حال أسرة حرمت من معيلها.
ونظرا للمصاريف اليومية التي تحتاجها الأسرة، فضلت الأم الموقوفة البحث عن لقمة عيش بمدينة مراكش حيث كانت تبيع جسدها لكل من يوفر لها قسطا من المال وكانت ترسل جزء منه لوالدتها لتغطية مصاريف الحياة اليومية.
ولم تأخذ الأم الموقوفة كافة احتياطاتها بعد أن ولجت عالم الدعارة من بابه الواسع، إذ حملت سفاحا وحاولت التخلص من جنينها، لكن شاءت الظروف أن يكبر في أحشائها ويبلغ شهره التاسع رغم محاولاتها المتكررة للتخلص منه.
وبعد أن انتفخ بطنها الذي أصبح يثير انتباه زميلاتها بمدينة مراكش وعيون الفضوليين بتيموليلت، احتاطت كثيرا من انفضاح أمرها بعد عودتها من السفر لزيارة ابنها والاطمئنان على حالة والدتها الصحية، وكانت ترتدي ملابس لتخفي بروز بطنها خوفا من الفضيحة إلا أن أحد المتلصصين لم يخطئ حدسه بعد أن علم بحملها وظل يتابع خطواتها من باب الفضول إلى أن تأكد أن الموقوفة تخلصت من حملها بطريقة ما ودون مساعدة أي كان خوفا من انتشار الخبر بين صفوف ساكنة المنطقة.
ولم يتردد الشاهد الذي ذهب به فضوله إلى اكتشاف حقيقة الأم العازب بعد أن عاين نارا مشتعلة في المنزل، في إخبار رجال الدرك الملكي بأفورار الخميس الماضي مؤكدا في شهادته أن الموقوفة تخلصت من جنينها في ظروف ملتسبة، ولإبعاد التهمة عنها أحرقت الأم العازب أقمشة وثيابا مستعملة في منزل والدتها التي كانت في زيارة قصيرة إلى المركز الصحي بتيموليت للعلاج.
وأضافت مصادر متطابقة، أن فرقة من الدرك الملكي انتقلت إلى بيت المتهمة التي تم إيقافها ووضعها تحت تدابير الحراسة النظرية بعد أن حاولت إنكار المنسوب إليها أول الأمر، قبل أن يتم الاستماع إلى شهادة والدتها التي أنكرت علمها هي أيضا بما وقع وتبرئة نفسها من التهم الموجهة إليها.
وبعد محاصرتها بأسئلة محرجة، اعترفت المتهمة بأنها ولدت طفلا خديجا لم يكتب له الحياة طويلا، وتخلصت منه برميه في قناة مائية، حسب أقوالها ، خوفا من الفضيحة قبل أن تقدم على إحراق أقمشة بالية كانت تحمل آثار دم الوضع، مؤكدة أنها تصرفت لوحدها في غياب مساعدة والدتها التي خرجت إلى المستوصف.
وأمام إصرارها على إنكار المنسوب إليها، اضطر المحققون إلى نقلها إلى المركز الصحي لأفورار لعرضها على الطبيبة التي شخصت وضعيتها الصحية، مؤكدة أن عملية الولادة كانت طبيعية بعد اكتمال شهور حملها ما أربك المتهمة التي انهارت واعترفت أنها تخلصت من وليدها خوفا من الفضيحة في غياب والدتها التي كانت على علم بحملها دون أن تشاركها الفعل الجرمي، وأحرقت أقمشة وعشبا ما استدعى حضور الشرطة العلمية التي أخذت عينة من الرماد لنقله إلى مختبر التحليلات للوقوف على حقيقة ادعاءاتها