أوقفت فرقة الدرك الملكي بإقليم الفقيه بن صالح مشتبها فيه بقتل صديقه بعد نصب كمين له داخل مخبأ له بأحد الحقول بدوار أهل سوس ضواحي مركز لبرادية، ليتم وضع الموقوف رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار إحالته على الوكيل العام للملك باستئنافية بني ملال غدا الأربعاء للنظر في التهم المنسوبة، وإحالته بعد ذلك على العدالة لتقول كلمتها في الموضوع.
ويتعلق الأمر بالمتهم (ب.ع) متزوج وأب لأطفال، اختفى عن الأنظار بعد أن علم بوفاة صديقه الذي كان يعاقره شرب الخمرة ليلة وقوع الجريمة، ولم يردد في تعنيفه دزن أن يدرك خطورة ما أقدم عليه بعد لعبت الخمرة برأسه.
وأفادت مصادر مطلعة، أن فلاحين كانوا متوجهين إلى حقولهم عثروا في صباح يوم الاثنين الماضي على جثة رجل في عقده السادس مضرجة في دمائها، ملقاة على قارعة طريق بضواحي مركز الجماعة القروية لبرادية الذي يبعد عن مدينة بني ملال بحوالي 20 كيلومتر.
وانتابت مخاوف مواطنين عاينوا جثة الهالك (ح.خ) وعليها آثار جرح غائر، ليتصلوا بعدها بعناصر المركز القضائي للدرك الملكي بالفقيه بن صالح الذين انتقلوا على وجه السرعة إلى مسرح الجريمة بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي بجماعة لبرادية الذين قاموا بمجموعة من التحريات لجمع المعطيات الكافية التي تفيد المحققين في بحثهم القضائي.
وأضافت مصادر متطابقة،أن المحققين استعانوا في بحثهم بعناصر الشرطة العلمية التي قامت بمسح شامل للبصمات التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة، فضلا عن الاستماع لتصريحات بعض الشهود ما مكن من تحديد هوية المتهم بعد القيام بحملة تمشيطية واسعة أسفرت عن إيقافه في ظرف لا يتعدى ساعتين، بعد ضبطه مختبئا بأحد الحقول، كما تم حجز أداة الجريمة، وهي عبارة عن عصا من الحجم الكبير، كان استعان بها المشتبه فيه لتنفيذ جريمته قبل شل حركة غريمه الذي بادله العنف بعد نشوب خلاف عارض بينهما، ليتم وضع العنصر الموقوف رهن تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث.
وكشفت التحقيقات التمهيدية، أن المشتبه به والضحية، كانا في جلسة ليلية احتسيا فيها تحت ضوء القمر كؤوس الخمر الذي اعتادا شربه تبديدا لهموم الحياة ومشاكل الأطفال اليومية، لكن لم يعلما أن ليلتهما لن تنته بسلام بعد لعبت الخمرة برأسيهما ولم يعدا قادرين على التحكم في أعصابهما وأقولهما الخادشة للحياء مشفوعة بالسب وتجريح الأصول.
ولم تقتصر المناوشة بيتهما على المواجهة اللفظية التي وظف فيه الغريمان قاموسا لفظيا قدحيا، وتبادلا السب والشتم في الأعراض والأسر، ثم إلى عراك دموي ليختتم النزال بتبادل الضرب والجرح قبل أن يستعين المشتبه فيه بعصا من الحجم الكبير هوى بها على رأس غريمه، وأردفها ضربات قوية كانت كافية لوضع حد لحياته على الفور.
وأمام هول ما اقترفت يداه من آثام، انتابت الفاعل موجة خوف عارم بعد أن رأى الضحية يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأطلق ساقيه للريح خوفا من أن تضبطه عيون الناس الذين لم يتمكن النوم من أجفانهم، في انتظار ما يكشفه اليوم الموالي من أخبار بعد اكتشاف الجريمة.