أحالت مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال أخيرا، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال متهما يبلغ من العمر 20 سنة من أجل تعدد السرقات الموصوفة والعنف باستعمال أدوات حادة، للنظر في التهم المنسوبة إليه بعد نصب كمين وضح حد لنشاطه الإجرامي، في حين صدرت في حق شريكه مذكرة بحث وطنية بعد تحديد هويته إثر اعترافات ومعلومات قدمها المتهم الموقوف لفرقة التحقيق.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المتهم الموقوف من ذوي السوابق القضائية في مجال الضرب والجرح بالسلاح الأبيض والسكر العلني وإثارة الفوضى في الشارع العام، إذ كان ينفذ عملياته الإجرامية رفقة شريكه الذي كان يقدم له كل الدعم لترهيب الضحايا الذين يجدون أنفسهم أمام مجرمين كانا يتقنان أدوارهما باحترافية ما كان يسهل عليهما إنجاز مهمتهما بنجاح، بعدها يختفيان عن الأنظار في أماكن مظلمة تعتبر ملاذا آمنا لجرائمهما.
ولم يكن اتخاذ الأماكن المظلمة والخالية من المارة فضاء لاستهداف ضحاياهما أمرا متروكا للصدفة، بل كان مخططا بدقة من قبل المتهمين اللذين يختاران أهدافهما فضلا عن مكان ووقت تنفيذ العملية، لئلا يتمكن الضحايا من تحديد ملامح الجانيين وتحديد هويتهما، وبالتالي عدم الإدلاء بمعلومات دقيقة عن أوصاف معينة لعناصر الشرطة ما زاد من حيرة المحققين الذين تعددت سبل تحرياتهم، وتضاءلت فرص النجاح لديهم فضلا عن إمكانية فك لغز العديد من القضايا المسجلة لدى الدوائر الأمنية، علما أن الضحايا كانوا يقدمون شكايات تؤكد تعرضهم للسرقة تحت التهديد بالعنف، لكن كانت تخلو من أية إضافات عن أوصاف الجانيين.
وأضافت مصادر متطابقة، أن منفذي عمليات السرقة كانا يتربصان بضحاياهما في الأماكن المظلمة القريبة من حقول الزيتون التي تضمن لهما فرص النجاة، بتنفيذ سيناريو محكم بعد أن يتقدم أحدهما نحو الضحية موهما إياه بحاجته إلى ولاعة لإشعال سيجارة يضعهما بين أصبعيه، وفي غفلة منه يفاجئه شريكه بسلاح أبيض من الخلف، وتحت التهديد بالعنف يسلبانه ما بحوزته في ظرف وجيز، ثم يختفيان في جنح الظلام مستغلين صعوبة المسالك وأشجار الزيتون التي تعتبر ملاذا آمنا لمنفذي عمليات السرقة وسط المدينة.
ولم تتوقف فرق التحقيق في البحث عن خيط رفيع يقودهم إلى الجانيين، وأمام تشابك خيوط القضايا وعدم توفر المحققين على معلومات تعتمد في تحديد أوصاف الجانين، كثفت عناصر الشرطة بولاية لأمن بني ملال تحرياتها واهتدت بعد الاعتماد على تقنيات متطورة فضلا عن توصلها بمعلومات قدمها بعض المتعاونين، إلى تحديد هوية أحد المتورطين، ليتم إيقافه بعد نصب كمين له.
وبعد عرضه ضمن مجموعة أخرى من الأشخاص على الضحايا في غرفة العرض بمصلحة الشرطة القضائية، وهي غرفة يتم فيها عرض المجرمين على ضحاياهم دون أن يتمكن الموقوفون من التعرف على هوية من ينظر إليهم لأنها مجهزة بزجاج خاص، تعرف الضحايا على المتهم الذي أقر بالمنسوب إليه.
وبعد الاستماع إليه في محضر قانوني، اعترف المتهم خلال أطوار البحث الذي باشرته معه عناصر الشرطة القضائية ببني ملال بكل السرقات التي اقترفها، كما أدلى بهوية شريكه الذي اختفى عن الأنظار بعد علمه بوقوع معاونه في قبضة الأمن.
وبعد استشارة النيابة العامة ذات الاختصاص تم وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية ليتم تقديمه إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال من أجل تعدد السرقات الموصوفة ومحاولتها واستعمال العنف، فيما تم تحرير مذكرة بحث وطنية في حق شريكه.