أخبار جهوية

الزاوية البصيرية ببني ملال تتدارس مشاكل التطرف وتعتبره آفة تتهدد الأمة المحجوب السالك زعيم ” خط الشهيد” يعتبر البوليساريو لعبة في يد الجزائر

اعتبر مولاي إسماعيل شيخ الطريقة البصيرية في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها طريقته، بتعاون مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء يومي الأربعاء والخميس الماضيين، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك بتعاون مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على مدى يومين، بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير بني عياط إقليم أزيلال، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون تحت عنوان ” دور أهل التصوف في حماية المجتمعات من التطرف” أن التطرف آفة تتهدد الأمة، وهو خطر تتجاوز تداعياته الغزو العسكري لما يبثه من أفكار هدامة في عقول الناس، تتناسل بكثرة لتصيب المجتمع كله بالانهيار والإحباط. ودعا إلى تحصين الأفراد والمجتمعات من التطرف لتحقيق أمن الأمن في أسمى صوره وتجلياته، علما أن القائمين على نشره يستهدفون ذوو الثقافة المحدودة ما يجعلهم يتموقعون في طرف الأمور بدل تبني الاعتدال والوسطية.

وأبرز شيخ الزاوية البصيرية تجليات التطرف في ظهور فتاوى تحرم ما أحل الله،  وبروز ظواهر غريبة  تقطع مع الدين وتخلق الفتن ما يتطلب من كافة الشيوخ رسم خطة محكمة المعالم لمواجهة تجليات التطرف لحماية المجتمعات من الظواهر السلبية التي تعتريه.

واستعرض مولاي إسماعيل بصير دور الزاوية البصيرية في توعية أبنائها ومريديها الذين حضروا من مختلف بقاع العالم لاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية في مدينة العيون، كما حضر علماء من من الكوت ديفوار والسنغال و لبنان وفلسطين والأردن وبريطانيا و الهند و الباكستان، مالي، فضلا عن حضور والي جهة تادلة أزيلال محمد فنيد وعامل إقليم أزيلال محمد العطفاوي ورئيس مجلس جهة تادلة أزيلال صالح حمزاوي وبرلمانيون ورؤساء مصالح و الأجهزة الأمنية وأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية، استعرض دور الطريقة في تكريس الوسطية والتمسك بثوابت الوطن إلى حد أن مجموعة من الدول تأثرت بالتجربة المغربية في مجال الوسطية.

واعتبر المحجوب السالك، المنسق العام لجبهة البوليساريو “خط الشهيد” في عرض ألقاه بالمناسبة تحت عنوان “انتفاضة سيدي محمد ابراهيم بصيري في مواجهة الاستعمار الإسباني، وقضية النزاع في الصحراء المغربية “اعتبر حضوره بالزاوية حلما تحقق بعد مسيرة من الزمن، كان يتمنى أن يحضر بين شيوخها وأعضائها، مشددا أن جبهة البوليساريو تحولت إلى دمية تحركها الجزائر، إذ أدرك بعض مرور السنين مخططات الجزائر، وعارض سياستها وتوجهاتها، لكنه تعرض للاختطاف والسجن، بل تم تعذيبه تسع سنوات، ورغم المعاناة التي لقيها، ظل يتزعم معارضة سياسة البوليساريو “خط الشهيد” لإيمانه بعدالة القضية المغربية.

وتحدث المحجوب السالك عن الظروف الصعبة للصحراويين المقيمين بتندوف، وعن الأوضاع المتردية التي مختلف القطاعات. وركز في كلمته على سنة 1967 مشيرا أن الأوضاع ازدادت سوءا بعد تصفية جيش التحرير وتشتيت جهود وعمل الصحروايين الذين تفرقت جنسياتهم بين الإسبانية والمغربية والجزائرية، وصار الرحالة الصحراويون الذين كانوا يعتمدون في حياتهم البدوية على الترحال بحثا عن الكلإ، يعيشون حياة التشرذم بعد كانوا في وئام مع طبيعتهم المغربية المعطاء.

وذكر المتحدث بعض صفات الفقيد محمد بصير وأخلاقه السمجة وظروف تأسيس حركته (المنظمة الطلائعية لتحرير الساقية الحمراء واوي الذهب) وشروط قيام الانتفاضة(الزملة ) فضلا عن وضعية الصحروايين المأساوية، بعد مواجهتهم الاستعمار الإسباني للمطالبة بحريتهم والعيش في بلدهم بأمان. ولم يفت المحجوب ولد السالك الحديث عن مخططات البوليساريو الذين حاولوا نشر أفكار خاطئة عن حركة محمد بصير، مدعين أنها كانت انفصالية، بل ذكر أنه لم يسمعه يتحدث عن انفصال الصحراء عن المغرب ، بعد أن كرس حياته من أجل تحرير صحرائه من الاستعمار الإسباني،  علما أنه رفض الخروج منها بعد أن اقترح عليه زملاؤه الفرار بتوفيرهم سيارة مجهزة للإفلات من برودة السجون التي تنتظره، لكنه فضل مواجهة مصيره عن النجاة بحياته.

واستمرارا لعرض الندوة الدولية، احتضنت قاعة مركز الندوات والملتقيات بأكودي الخير بأزيلال التابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية صبيحة يوم الخميس الماضي مداخلات باقي الأساتذة الذين انتقلوا إلى مدينة أزيلال، لتدارس المحاور المتبقية من الندوة، إذ تحدث وليد المغربي من فلسطين في عرض تحت عنوان “التطرف النشأة والتطور” عن آفاق الزاوية البصيرية التي أصبحت محجا لطلاب العلم من مختلف بقاع العالم. وأكد أن الإنسان تتجاذبه نزعتان، الخير والشر، واستدل بأمثلة تاريخية عن حوادث حضر فيها التطرف “بدل الاعتدال “حادثة النمرود” وقال إن اليهود حرفوا الثوراة، وفي العصور الوسطى قام المسيحيون بأفظع أنواع العنف، واستدل بأحاديث نبوية تدعو إلى الوسطية والاعتدال ..

وأضاف أن أمة الإسلام متفرقة، تعيش على الفتن والقتل اليومي، بابتعادها عن التسامح وقيم العدل، وصار العدو يعيش بيننا، بل أسس تنظيمات إرهابية تخدم مخططات الصهاينة، وللأسف استساغ الكثير منا فكرة إنشاء دوليات بيننا ما ساهم في انجرافنا نحو للهاوية بإثارة الفتنة في صفوفنا، حتى صرنا في أمس الحاجة للوحدة .

أما الدكتور عبد الحليم النوري أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية بالدار البيضاء، فأشار مداخلته ” العلاقات الدولية و المملكة المغربية الواقع و الآفاق” إلى الدبلوماسية الدينية وأمراض العصر المتعددة، و تحدث عن السياسة العامة و الأوراش الكبرى، وقال إن المغرب أول دولة تحقق الانطلاق وتتخطى حاجز الأزمات خدمة للسلام والاستقرار بقيادة جلالة الملك الذي دعا إلى استكمال دولة الحق والحكامة الجيدة وتوفير العدالة الاجتماعية في تجاوب مع جميع القوى الحية.

و تحدث عن كلية العلوم القانونية بالدار البيضاء وما قدمته من أطر كفؤة مؤكدا، أن المغرب خلق حدثا استثنائيا باستقراره ونهضته، بجعل جلالته المجال الديني بعيدا عن الصراعات و ترؤسه المجلس الأعلى المؤهل لإصدار الفتاوى، وهي فتوى دستورية تفعل مقتضياته عن طريق ظهير. وتحدث عن الزيارات الناجحة لجلالة الملك لدول بإفريقيا وكانت مناسبة للحديث عن مواقف المغرب في عدة قضايا دولية، وفي إطار المنهج الصوفي المعتمد استطاع المغرب أن يحقق مركزا متقدما عن كل دول العالم العربي والإفريقي ما يفرض علينا الحفاظ على وحدة المذهب والالتفاف وراء جلالة الملك.

وتحدث محمد المكي الوزاني الحسني أمين عام جمعية الثقافة الإسلامية بتطوان في عرضه تحت عنوان “خصوصية الدين المغربي في مواجهة التطرف” عن الفكر المتطرف الذي هز العالم، وعن التدين المغربي الذي يشكل استثناءا بوحدة المذهب خوفا من تسرب التفرقة واستدل بابن خلدون وبالتصوف السني، مشيرا أن المغرب بلد الأولياء، وتوجد بالبلاد المئات من الطرق الصوفية التي مرت بمرحلتين: المرحلة الأولى تميزت بالتبعية، أما الثانية فتميزت بالخصوصية، وتحدث عن أبي الحسن الشاذلي الذي ذكر أن الطرق الصوفية تصدر القيم النبيلة من خلال مريدي زواياها ما شكل سدا منيعا أمام التطرف.

وتحدث محمد المكي عن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، ودور الحركات الصوفية عبر التاريخ الإسلامي وانفتاحها على الآخر، وعرج إلى الحديث عن تاريخ تأسيس الدولة المغربية وإمارة المؤمنين ومعاملة الناس وفق الدستور المغربي، حيث تعيش الدولة في استقرار ما ميزنا عن باقي الدول الأخرى .

وأشار إلى دور مدارس التعليم العتيق والكتاتيب القرآنية، وإلى مجهودات جلالة الملك في هذا المجال مع الحفاظ على ثوابت الأمة المغربية وخير دليل طلب العديد من الدول الاستفادة من التجربة المغربية .

أما عمر فريكو مقدم الطريقة البصيرية بإيطاليا فقدم عرضا تحت عنوان”التطرف الديني في أروبا وأمريكا والشرق” وركز على عدد المسلمين الذي يشهد ارتفاعا ملحوظا في أمريكا  10 مليون مسلم، وفي أوربا 65 مليون أي بنسبة 7 في المائة،  وهي نسبة ضئيلة مقارنة مع عدد سكان القارتين الذي يتجاوز الميار و700 مليون نسمة، ولم يتجاوز العددى عتبة 4 في المائة. وتحدث عن التطرف في الغرب الذي حصره في خمس نقط، كما أشار إلى سلوك المسلمين ونشأة التطرف، قائلا إنه يجب التمييز بين الفكر السياسي والفكر الشعبي في الغرب، مذكرا أن الإرهاب الإسلامي لن يقبله المسلمون بعدما  ظهر إثر أحداث نيويورك الإرهابية سنة 2011 .

وأشار أن دولة  داعش، لا تمتلك مقومات الدولة التي تنبنى على المحبة ونبذ العنف ما يرسم صورة قاتمة في أذهان الغربيين عن الإسلام. وذكر أن المسلمين وظفوا المساجد لتمرير خطاب واضح عن الإسلام بقبول الآخر وتوظيف كل الطرق الصوفية حتى يدرك الغرب الإسلام الحقيقي، مع تنظيم الأبواب المفتوحة لزيارة المساجد و المراكز الإسلامية لتشكيل صورة واضحة عن الإسلام المتسامح.

bassi3

 

 

bassi5

 

 

bass2

 

bass1

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى