اعتراض سبيل حافلتين لنقل التلاميذ يعيد إلى الواجهة النعرة القبلية ببني ملال
أصيبت حافلة كانت تقل عددا من التلاميذ ليلة الجمعة الماضي بدوار تمشاطت التابعة للنفوذ الترابي لمدينة ببني ملال بكسور في زجاجها إثر رميها بحجر طائش من طرف عناصر مجهولة يعتقد أنهم تلاميذ اعترضوا سبيل الحافلة التي كانت تقل تلاميذ وتلميذات عائدين من مؤسسات تعليمية ببني ملال.
ولم تسجل أي إصابات خطيرة في صفوف التلاميذ رغم انتشار حالة من الخوف الذي انتاب ركاب الحافلة الذين فوجئوا بهجوم لا تستبعد مصادر أمنية أن يكون منظما من طرف تلاميذ دخلوا في مواجهات مع أقرانهم من منطقة تاكزيرت انتقاما منهم، جراء خلافات شخصية تحكمت فيها النزعة القبلية وغذتها الأحقاد الذاتية، بل استعرت نار العداوة بين الجانبين فجأة بوجود تلميذات داخل الحافلة، وصار ملزما لكل طرف إثبات الذات دون مراعاة تبعات المواجهة المستعرة التي يمكن أن تأتي على وحدة الطرفين المتصارعين.
وأفادت مصادر مطلعة، أن الحادث خلق ذعر وهلعا في صفوف التلاميذ الذين حاولوا الهروب من الحافلة بعد الهجوم المباغت بالحجارة، لكن لم يتم تسجيل إي إصابات خطيرة في صفوف الراكبين والراكبات، إذ حلت بعين المكان عناصر أمنية وكذا رجال الدرك الملكي لمعاينة مجريات الوقائع والتدخل للحيلولة دون وقوع مشاكل قد تعصف بروح التسامح والانسجام بين القبيلتين التي تجمعهما روابط وعلاقات مبنية على الاحترام والتآخي.
ولم تبق أسر التلاميذ الذين تعرضوا للهجوم المباغت بالحجارة مكتوفة الأيدي، إذ طالبت بالحماية الأمنية لأبنائها وحث مسؤولي الشركة التي تؤمن حافلاتها على نقل الطلبة والتلاميذ بدخول الحافلة إلى الدوار وقطع مسافة إضافية لإيصال ركابها إلى مكان آمن بعيدا عن خطر المفاجئات غير السارة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، تقول مصادر متطابقة، إذ وقع هجوم ثان اعتبرته مصادر حدثا منفصلا عن الأول، بعد أن أقدم مجهولون على اعتراض سبيل حافلة للنقل المدرسي مساء يوم السبت الماضي وبالضبط بين منطقتي أدوز وفم العنصر، وأصيبت الحافلة التي كانت متوجهة إلى منطقة تمشاط ببني ملال، بأضرار مادية بعد الهجوم عليها بالحجارة ما أثار رعب وخوف التلاميذ الذين مروا بلحظات عصيبة قبل أن يتدخل رجال الدرك، الذين فتحوا تحقيقا في الموضوع للوقوف على ملابسات الحادث، وتحديد هوية الجناة الذين روعوا التلاميذ والتلميذات .
ولم تستبعد مصادر أن يكون الحادث رد فعل غير محسوب العواقب نفذه تلاميذ آخرون لتصفية حسابات مع زملائهم الذين تجمعهم علاقات متعددة وتوحدهم صفوف الدراسة، لكن نشوب خلافات جانبية بين الطرفين التي غذتها نعرة قبلية، ساهم في ردود أفعال خطيرة غير منتظرة ما استوجب تدخل حكماء القبيلتين للجلوس إلى مائدة التفاوض والحوار لاستبعاد كل المخاطر المحذقة وزرع قيم التسامح بدل تغذية روح الانتقام.
وما زالت عناصر الشرطة ورجال الدرك الملكي يقومون بعمليات تمشيطية بحثا عن مرتكبي الأفعال الجرمية التي يعاقب عليها القانون سيما أن المعتدين من كلا الجانبين بثوا الرعب في صفوف التلاميذ فضلا عن ترويع ساكنة المنطقة الآمنة.
في سياق متصل، استقبلت ولاية جهة بني ملال خنيفرة ممثلين عن سكان منطقة تمشاط بعد أن انتقلوا إلى مقر الولاية صباح أمس الإثنين، لعرض مجموعة من المطالب من أهمها المطالبة بدخول الحافلة إلى الدوار لتأمين حياة أبنائهم من الأخطار المحذقة بهم سيما أن بناتهم تخرجن ليلا من مؤسسات تعليمية ببني ملال وتركبن الحافلة التي تقلهن إلى الدوار، لكن يتم إنزالهم في أماكن بعيدة وغير مؤمنة فضلا عن أن الظلام الدامس الذي يلف المنطقة يساعد على ارتكاب جرائم هم في غنى عنها.
كما ينتظر أن تستقبل الولاية ممثلين عن منطقة فم العنصر وأدوز للاستماع إلى مطالبها وإيجاد حلول للمشاكل المفتعلة من قبل بعض التلاميذ الذين لا يفكرون في عواقب ما يقدمون عليه، لفرض سياسة الأمر الواقع وإجبار المسؤولين على إضافة خط موصل إلى الدوار تجنبا لمشاكل غير منتظرة.